أخيرة

نافذة ضوء

النظرة القومية الاجتماعية إلى الحياة*

A visão nacionalista-social da vida

 يوسف المسمار *

النظرة القومية الاجتماعية الى الحياة تعني، بحسب التفكير القومي الاجتماعي الذي أرسى دعائمه العالم الاجتماعي والفيلسوف انطون سعاده، ان نفهم واقع الحياة فهماً أعمقاً، اي ان نتعمق في معرفة وفهم حقيقة الحياة لنزيل عن بصائرنا ضباب المفاهيم البالية، ونزيل عن وجه الحياة الشوائب المتراكمة، لتصبح حياتنا أفضل من الوجهتين: المادية والروحية لجعل الحياة الإنسانية لجميع الأمم أكثر جمالاً، واكثر فرحاً، وأرقى معنى وقيمة.

فإذا لم نفهم الحياة فهماً صحيحاً على ضوء هذه النظرة، فعبثاً يكون لعملنا قيمة، ويلتبس علينا فهم الفيلسوف أنطون سعاده في قوله:

«سواء أفهمونا أم أساؤا فهمنا، فإننا نعمل للحياة ولا نتخلى عنها».

والحياة التي نعني هي حياتنا نحن كإنسانمجتمع وليس الحياة العامة التي هي مصدر جميع الكائنات الحيّة المتعددة مظاهرها والتي لا يشكل الانسان الا مظهراً واحداً مظاهرها. فاذا لم نفهم حياتنا فهماً صحيحاً ولا نسعى الى تحسين هذه الحياة فكل مجهود نبذله يذهب سدًى ولا يفيدنا في شيء وهو أعجز من أن ينفع غيرنا من أبناء الحياة الانسانية. بل إن نظرتنا الى الحياة هي ان نقوم بواجبنا في تحسينها والنهوض بها ورفع مستواها بالنسبة لحياتنا نحن وحياة غيرنا من البشر أينما وجدوا لأن البشرية ليست الا نوعاً واحداً من أنواع الحياة والعقل الراشد الحكيم يقضي لكي تحيا البشرية حياة كريمة راقية حضارية ان تتعارف شعوبها وتتقارب وتتفاهم وتتعاون وتتحابب وتتآخى لتكون قواها متناغمة ومتساندة لصالحها وفلاحها جميعاً لاستقرار سلام العالم الانساني ورقيّ حياته الانسانية التي تصوّر حدوثها العالم الاجتماعي والفيلسوف أنطون سعاده في مقالة له صدرت في مجلة المعرض سنة 1931 في رأيه التالي:

«إن رأيي أن تجريد التاريخ من النزعات والنظريات الفلسفيّة يأتي بفائدة لا تأتي بها جميع المؤتمرات التي عُقدت، والتي ستعقـد، لتحديد السلاح، ولا جميع المعاهدات التي تعلن إبطال الحرب. وإني أعتقد يقيناً أن سلام العالم يتوقف على تنزيه معارفنا في ما يتعلق بأنفسنا وجيراننا والبعيدين عنا أكثر كثيراً مما يتوقف على المؤتمرات والمعاهدات السياسية». 

بهذا الاعتقاد وبهذا اليقين نحن نزهنا معارفنا بتفكيرنا الجديد القومي الاجتماعي وبفلسفتنا القومية الاجتماعية الإنسانية الماديةالروحية ونعمل للحياة الانسانية الراقية، ولن نتخلى عن حياة الحق والعدل والصراع للأفضل.

*ترجمة لمقال نشر بالبرتغالية.

**المدير الثقافي للجمعية الثقافية السوريةالبرازيلية التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى