الآيات الشيطانية خطر على الدول الليبرالية
عمر عبد القادر غندور*
تعليقا على حادث طعن البريطاني سلمان رشدي الهندي الأصل، صاحب كتاب «آيات شيطانية» المحشو بادّعاءات وأكاذيب وشتم للدين الاسلامي الحنيف ولخاتم النبيين سيدنا محمد هبّ العالم الغربي استنكاراً لمحاولة الطعن، ووصفت الصحافة الغربية والانكليزية سلمان رشدي بما لا يستحقّ من التبجيل والاحترام، وقالت إنه قدّم درساً عميقاً، وأثبت أنّ الأدب العظيم سيكون دوماً مسألة حياة او موت. وقالت صحف اميركية وأوروبية اخرى انّ «الاعتداء» على سلمان رشدي هو اعتداء على القيم الليبرالية والرأي الحر!
وثمة سؤال؟
هل الصور الكاريكاتورية المسيئة للنبي الأكرم وللإسلام هي من التعبير الحر والليبرالية المزعومة واعتداء على المجتمع الليبرالي؟
وبالأمس، شتمت وزيرة أسترالية في البرلمان المسلمين والدين الإسلامي واعتبرتهم رعاعاً…
واضطر نائب أسترالي لتسفيه ادّعاءات الوزيرة وحذرها من التعاطي مع المسلمين الذين يزيد عددهم في أستراليا عن ٥٠ مليون نسمة يحترمون القانون وهم صلحاء وفضلاء…
مثل هذه الكراهية للمسلمين ودينهم يتكرّر على مدى عقود وعقود في بلاد الغرب، وهذه نماذج قليلة من كثير الحوادث التي يتعرّض لها المسلمون ونبيّهم الأكرم.
ـ البابا بنديكيت السادس عشر عمّد عام ٢٠٠٨ الصحافي المصري الأصل والإيطالي الجنسية والذي ألّف كتابين «تحيا أسرائيل» و»صهيوني مسلم» ومنحته «إسرائيل» جائزة «ديفيد» ومعها مليون دولار.
ـ عندما كان ساركوزي وزيراً للداخلية الفرنسية شنّ حرباً ضروساً على الحجاب وحرم طالبات فرنسيات مسلمات من حقهن في التعلّم بذريعة انّ الدولة علمانية وقوانينها تتعارض مع الرموز الدينية بينما الطلاب يتمتعون بحقهم في تعليق الصلبان.
بالإضافة الى انّ فرنسا تحتفل أعياد مسيحية وتسمّي شوارعها بأسماء قديسين دون ان يتعارض ذلك مع علمانية الدولة، بل شنّ ساركوزي حملة شعواء على النقاب متلفظاً بعبارات قاسية ونابية بحق الملتزمات على الرغم من علاقات فرنسا التجارية الوثيقة مع دول الخليج التي ترتدي الحجاب بصورة مطلقة.
ـ وما بال اليهود الذين يضعون على رؤوسهم الكيباه (هو غطاء الرأس المستدير).
ـ في محاضرة جامعة ريغنسبورغ الألمانية أورد البابا بيدنكيت السادس عشر نصاً منسوباً لامبراطور بيزنطي يقول فيه لمسلم: أرني ما الجديد الذي اتى به محمد، فهو شرير ولا إنساني وقد نشر دينه بالسيف!
ـ وفي صيف ٢٠١٠ سلّمت المستشارة انجيلا ميركل صاحب الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام والنبي، الدانماركي منيستر غادر جائزة الصحافة.
ـ قال جورج بوش الابن عام ٢٠٠٧: السلوك المثير للاشمئزاز مصدره الإسلام!
هذا قليل من كثير الإساءات الغربية لنبي الإسلام وخاتم المرسلين، في حين انّ الإسلام يدين بالاحترام والتقدير والحب لجميع الأنبياء والرسل، والداعي الى الهدى ومكارم الأخلاق.
وهكذا الإساءة للإسلام والنيل من رموزه وجهة نظر ليس من الضروري التوقف عندها، رغم أنها تختزن حقداً دفيناً، وهي بالنسبة للبعض هدف للباحثين عن المجد والشهرة او للفاشلين والمتزمّتين والمرضى ممن يرون في شتم الإسلام جواز مرور الى بلاد تدّعي القيم واحترام معتقدات الآخرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي