نافذة ضوء
النظرة القوميّة الاجتماعيّة إلى الكون*
A visão nacionalista-social para o universo
يوسف المسمار **
النظرة القومية الاجتماعية، المادية الروحية، الى الكون تعني على ضوء التفكير القومي الاجتماعي عند العالم الاجتماعي والفيلسوف انطون سعاده أن نكون الجانب السلبيّ وليس الجانب الإيجابيّ في مواجهتنا للكون الماثل أمامنا أي أن لا نكون الجهة الخانعة الخائفة المنفعلة أمام غوامض الكون وأسراره ونواميسه المجهولة، بل علينا ان نكون الجهة الفاعلة غير المنفعلة والرواد الذين لا يتعبون من العمل من أجل اكتشاف كل ما يمكن اكتشافه وكشفه من أسرار وألغاز وقوانين الكون المجهولة.
ويجب أيضاً أن نثبت فعلاً بأننا أسياد أنفسنا ولدينا الأهلية الكاملة من خلال مواهبنا العقلية التي تساعدنا على قراءة وفهم كل ما نجده في صفحات الكون الرائعة من الظواهر المرئية وغير المرئية التي يمكن أن تجعلنا متميّزين وأكثر جدارة حتى من الملائكة.
فالله لم يخلق الإنسان على صورته ومثاله الا ليكون أفضل من الملائكة.
ومن خلال هذه السلبية، يمكننا فتح طريق جديدة بفلسفتنا الروحية المادية وجعلها نقطة انطلاق تبدأ منه فلسفة التفاعل الموحد للقوى البشرية من أجل خير الإنسانية جمعاء.
والى هذه السلبية اشار الفيلسوف انطون سعاده في محاضرته السادسة في الندوة الثقافية في 22 شباط سنة 1948 بقوله:
“نحن نكوّن الناحية السلبية، والأرض، وهذا الكون هو الناحية الإيجابية لنا. ومن هذا يقتضي أن يكون لنا استقلال روحيّ واستقلال فكريّ أيضاً. إنه استقلال روحيّ – فكريّ، أي أنه استقلال نفسيّ بكل معنى الكلمة».
وكل أمة حيّة مستقلة روحياً وفكرياً ونفسياً، لا يمكن أن تقبل الحياة إلا إذا كانت فاعلة في هذا الكون.
بهذا الاستقلال النفسيّ تتضح سلبيّة النظرة القومية الاجتماعية الى الكون التي تقرأ مظاهره بحرية واستقلال وتعبّر عن موهبة الله العظمي في الإنسان وهي العقل الذي لم يوهب عبثاً ولا باطلاً.
*ترجمة لمقال نشر بالبرتغالية.
**المدير الثقافي للجمعية الثقافية السورية – البرازيلية التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي.