عقد اجتماعاً لهيئات المنفذيات في الشام بحضور مسؤولين مركزيين حردان: الأولوية الأولى هي لوحدة حزبنا ولن نألو جهداً لتحقيقها ونقدّر للرئيس الأسد حرصه على الحزب القومي ودوره الفاعل ضدّ الاحتلال والإرهاب
سورية دفعت أثماناً باهظة نتيجة مواقفها القومية الصلبة والشجاعة ولم تتخلّ عن مسؤولياتها تجاه شعبنا في فلسطين والعراق ولبنان منذ قيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد واستمراراً مع قيادة الرئيس الشجاع بشار الأسد
نجدّد التأكيد على مبادرة حزبنا لقيام مجلس تعاون مشرقي… ونرى أنّ الظرف اليوم مؤات للتعاون والتآزر والتكامل الاقتصادي في كلّ المجالات لمواجهة تحديات الحصار ومفاعيله
لبنان في عين العاصفة وترف الوقت ليس في مصلحة اللبنانيين وعلى القوى السياسية أن تسهم في إنجاز الاستحقاق الرئاسي وكلّ الاستحقاقات التي تعنى بانتظام عمل المؤسسات لمواجهة الصعوبات والأزمات العديدة المتفاقمة
استحقاق انتخابات المجالس والإدارات المحلية في الشام هو أحد تعبيرات الانتصار… ونطلب من المرشحين القوميين أن يعملوا ما في وسعهم وبأقصى طاقاتهم لتعزيز ثقافة الإنماء لأنها جزء من مسؤولياتنا الى جانب أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية
إذا كانت وحدة الحزب تتحقق بإجراء انتخابات جديدة، فإننا مستعدون للذهاب إلى هذه الانتخابات غداً أو بعد أسبوع أو بعد شهر
صفوان سلمان: معنيون بالمشاركة في استحقاق انتخابات المجالس والإدارات المحلية ترشيحاً واقتراعاً لأن هذه المجالس والإدارات معنية بالإنماء
عقد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان اجتماعاً لهيئات المنفذيات في الشام، في دمشق بمقر الإتحاد العام لنقابات العمال في سورية، بحضور نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، رئيس المكتب السياسي ـ عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية د. صفوان سلمان، وزيرة الدولة لشؤون تنمية المنطقة الجنوبية الدكتورة ديالا بركات وعضوي الكتلة القومية في البرلمان السوري د. سمير حجار، ود. أحمد مرعي وعدد من العمُد وأعضاء المجلس الأعلى ووكلاء العمُد والمنفذين العامين.
افتتح رئيس الحزب الاجتماع رسمياً باسم سورية وسعاده، ثم قدّم عرضاً شاملاً حول مجمل التطورات السياسية والميدانية، وأشار الى التحديات التي تتهدّد شعبنا وبلادنا، ثم قدّم شرحاً حول الوضع الحزبي، ووضع خارطة طريق قومية لسبل المواجهة المفتوحة ضدّ الاحتلال والإرهاب، وحدّد قواعد وأسس تفعيل وتعظيم دور الحزب القومي على الصعد كافة، وتحصينه بالوحدة التي هي في رأس سلم أولويات القيادة الحزبية.
وفي مستهلّ كلامه وجّه حردان التحية إلى الرئيس الدكتور بشار الأسد، لحرصه الشديد على الحزب القومي دوراً وفاعلية، وترجمته لهذا الحرص بالتوجيه للقيادة والمسؤولين في الدولة بإيلاء الاهتمام وبذل كلّ الجهود لسلامة حزبنا ووحدته، وهذا موقف نقدّره وهو يسكن وجدان القوميين الاجتماعيين ويلازم مسيرتهم النضالية، صراعاً ومقاومة ضدّ أعداء الأمة.
أضاف رئيس الحزب: ولأننا ندرك بعمق حجم المخاطر والتحديات، المتمثلة بالحرب الإرهابية الكونية على سورية، دولة وشعباً وقيادة حكيمة، ولأننا ندرك أيضاً مقتضيات مواجهة هذه الحرب الكونية وما تتطلبه من تخطيط وصمود وبسالة، فإننا نعلن اليوم أمام المسؤولين الحزبيين والرأي العام، أنّ كلّ حرص وجهد ومسعى بذلته القيادة السورية تجاه حزبنا، يحفزنا على القيام بكلّ الخطوات المطلوبة لتحصين حزبنا ومضاعفة دوره وفعاليته دفاعاً عن أرضنا وشعبنا، وأن نظلّ دائماً في ميادين الصراع والمواجهة في كلّ المعارك التي يخوضها جيش تشرين البطل لدحر الاحتلال والإرهاب وتحقيق السيادة والكرامة.
واعتبر حردان، أنّ الحرب الإرهابية على سورية منذ أحد عشر عاماً، هي بسبب تمسّكها بثوابتها ومبادئها وقيَمها تجاه فلسطين وبسبب احتضانها مقاومة شعبنا في فلسطين ولبنان وكلّ أمتنا. لقد دفعت سورية أثماناً باهظة نتيجة مواقفها القومية الصلبة والشجاعة، كلّ ذلك لأنها لم تتخلّ عن مسؤولياتها تجاه شعبنا في فلسطين والعراق ولبنان، منذ قيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد واستمراراً مع قيادة الرئيس الشجاع بشار الأسد.
وأشار حردان إلى أنّ تصفية المسألة الفلسطينية لصالح الاحتلال الصهيوني العنصري، قرار أميركي ـ صهيوني، بتواطؤ من بعض الأنظمة العربية والإقليمية، وهذا الأمر ليس وليد اللحظة، بل بدأ تنفيذه منذ الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، حيث كان الهدف ليس فقط تصفية قوى المقاومة الفلسطينية، بل تقسيم لبنان وتفتيته ونقله الى ضفة العدو الصهيوني، ليكون لبنان خاصرة رخوة تهدّد الشام. غير أنّ سورية لم تترك لبنان فريسة الاحتلال والعدوان، فوقفت الى جانبه ودعمت مقاومته، وساهمت في إعادة بناء مؤسّسات دولته، وفي الوصول الى تحصين استقراره وسلمه الأهلي، فحققت هدفين أساسين، الأول إسقاط مفاعيل قرار تصفية المسألة الفلسطينية من خلال الاجتياح، والثاني تثبيت دعائم وحدة لبنان ومنع تقسيمه، ومساعدته على إعادة بناء مؤسساته وتعظيم عناصر قوّته.
وتابع قائلاً: إنّ الحرب على الشام، هي حرب لتصفية القضية الفلسطينية، ولتقسيم لبنان وتفتيت العراق وشطب الأردن وجعل كلّ أمتنا تحت الاحتلال والهيمنة الصهيونية الاستعمارية، ولذلك، فإنّ صمود سورية وانتصارها على الإرهاب ومشاريع التفتيت، هو انتصار لكلّ أمتنا، وقد وجب علينا جميعا أن نحصّن هذا الانتصار المحقق بمواقف العز والإباء، وبالتضحيات الجسام وبدماء الشهداء، لا سيما شهداء جيش تشرين البطل.
وقال ان سورية تدير الساحة القومية بمشروعها القومي وقدراتها وامكانياتها وفعاليتها، وهي قاعدة العمل القومي ومسؤولة عنه على مستوى الأمة.
ولفت حردان إلى أنّ تحصين الانتصار يكون باستكماله، وأنّ هناك مهامّ تنتظرنا فلنكن مستعدّين لها أتمّ الاستعداد، فبلادنا عرفت على مرّ العصور غزوات واحتلالات عديدة، لكنها بروحية البذل والتضحية دحرت كلّ الغزوات، ولن يطول الوقت حتى نحرّر كلّ أرضنا من الاحتلال، صهيونياً كان أم تركياً أم أميركياً.
واعتبر حردان أنه وبعد أن عجزت آلة الحرب الكونية العسكرية في تحقيق أهدافها بإسقاط الدولة والمؤسسات والقوانين وعناصر القوة، يحاولون تحقيق ذات الأهداف من خلال الحصار الاقتصادي اللاإنساني، ولذلك فإننا واثقون بأنّ لدى شعبنا كلّ الإرادة لتجاوز هذه المحنة، ولنا ملء الثقة بالدولة السورية رئيساً وقيادة على استنباط الحلول الناجعة وهذا في متناول الإرادة السورية التي تقاتل على كلّ الصعد صوناً للسيادة والكرامة وترسيخاً لمبدأ القوة والثبات.
وذكّر حردان بمبادرة الحزب السوري القومي الاجتماعي لقيام مجلس تعاون مشرقي، مشيراً إلى أنّ هذه المبادرة سبق أن قدّمناها لرؤساء الدول المشرقية، ولمسنا ترحيباً بها، خصوصاً من قبل الرئيس الأسد، وأننا في هذه المرحلة وفي مواجهة تحديات الحصار، نجدّد التاكيد على مبادرتنا، بهدف التعاون والتآزر الاقتصادي في كلّ المجالات، لتجاوز مفاعيل الحصار. ونرى أنّ الظرف مؤات في هذه المرحلة، خصوصاً في ضوء الخطوات الإسنادية التي حصلت، بدءاً من الأوكسجين السوري للبنان، إلى النفط العراقي وما سبقه من موافقة القيادة السورية على عبور إمدادات الكهرباء الى لبنان وصولاً الى اجتماع وزراء الزراعة في لبنان والذي وضع أسساً للتعاون في المجال الزراعي والأمن الغذائي.
وتطرّق حردان الى استحقاق انتخابات المجالس والإدارات المحلية في الشام، مشيراً إلى أنّ هذا الاستحقاق هام، فهو أحد تعبيرات الانتصار، ومن عوامل التحصين، فالتنمية المحلية والاهتمام بشؤون الناس وقضاياهم مسؤولية كبرى، ولذلك نطلب من كلّ مرشحي حزبنا إلى هذه المجالس والإدارات، في حال حالفهم الفوز، أن يعملوا ما في وسعهم وبأقصى طاقاتهم لتعزيز ثقافة الإنماء فهذه جزء من مسؤولياتنا الى جانب أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وفي مقدّمهم حزب البعث العربي الاشتراكي.
ووجه حردان المجتمعين بضرورة مضاعفة العمل في المتحدات والمناطق، على الصعيدين الحزبي والعام، معتبراً أنّ الأولوية الحزبية هي أن يكون كلّ القوميين منخرطين في العمل متحمّلين لمسؤولياتهم وقائمين بواجباتهم، والأولوية الثانية التنسيق والتعاون مع الأحزاب والقوى والفاعليات تحت سقف مؤسسات الدولة والقيام بما هو مطلوب تجاه شعبنا.
وفي الشق الحزبي الداخلي أكد حردان أنّ قيادة الحزب لن تألو جهداً في سبيل تحقيق الوحدة، وهذا قرار ثابت، أعلناه منذ سنتين وجددنا التاكيد عليه في مهرجان حزبنا في قصر الأونيسكو ـ بيروت، ونحن ملتزمون بهذا القرار تجاه القوميين، وأمام الحلفاء والأصدقاء الذين أبدوا حرصاً وبذلوا جهوداً في هذا الصدد.
أضاف: إنّ التزامنا هذا، جسّدناه بإطلاق المبادرة تلو الأخرى وتجاوباً مع مبادرات الأصدقاء والحلفاء، ولم يكن لدينا مشكلة في إرجاء موعد انعقاد مؤتمرنا مرة واثنتين وثلاثاً، كلّ ذلك لأننا دعاة وحدة ونريد لحزبنا أن يكون حزباً واحداً موحداً وقوياً.. واليوم أعلن امامكم أنّ مبادرتنا في مهرجان ذكرى استشهاد مؤسس حزبنا أنطون سعاده، في قصر الأونيسكو بتاريخ 18 تموز 2022، قائمة ومستمرّة، وإذا كانت وحدة الحزب تتحقق بإجراء انتخابات جديدة، فإننا مستعدون للذهاب إلى هذه الانتخابات غداً أو بعد أسبوع أو بعد شهر. فوحدة الحزب بالنسبة لنا، أولاً وثانياً وثالثاً وعاشراً.
وفي الاجتماع أكد حردان أنّ لبنان في عين العاصفة، وترف الوقت ليس في مصلحة اللبنانيين، وعلى القوى السياسية كافة أن تسهم في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وغيره من الاستحقاقات التي تعنى بانتظام عمل المؤسسات لمواجهة الصعوبات والأزمات العديدة المتفاقمة.
وقال حردان: نحن لم نسلّم لأحد بمنطق الفدرلة أو الحياد أو النأي عن واجب حماية ثوابت لبنان وخياراته وحقه المشروع في الدفاع عن أرضه وسيادته وكرامته، واننا نرى أنّ كلّ مواقع المسؤولية في لبنان وفي طليعتها موقع الرئاسة يجب ان تشكل درعاً حصيناً يحفظ هوية لبنان وانتمائه، لا أن تضعه على حافة المجهول، فتضعف وحدته وعناصر قوته أمام الأطماع والمخاطر الصهيونية. فإذا كان العدو الصهيوني يتربص بأرضنا احتلالاً وبثرواتنا النفطية هيمنة واستحواذاً، فإننا نقول لهذا العدو، لقد جرّبتنا في الثمانينات وكان ردّنا واضحاً وعلى الملأ، عنوانه خالد علوان ومئات لا بل آلاف الشهداء وعشرات الاستشهاديين.
وختم حردان قائلاً: ندين بشدة الغارات الصهيونية على محيط مدينتي حماه وطرطوس، والاعتداءات التركية على المناطق السورية الشمالية، والصلافة الأميركية في سرقة النفط السوري، ونؤكد بأنّ هذا العدوان المتمادي لن يثنينا عن مواصلة خيار الجهاد والمقاومة حتى تحرير كلّ أرضنا المحتلة ووأد الإرهاب والتطرف بكلّ صنوفه.
وشكر حردان رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية الصديق جمال القادري وأعضاء الاتحاد لاستضافتهم الاجتماع في القاعة الرسمية لمقر الاتحاد.
الحسنية
بدوره، عرض نائب رئيس الحزب وائل الحسنية لعدد من المسائل الإدارية وسبل متابعتها ومعالجتها.
سلمان
وكانت كلمة لرئيس المكتب السياسي ـ عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية د. صفوان سلمان، الذي أشار الى أهمية استحقاق انتخابات المجالس والإدارات المحلية في الشام، وقال إننا معنيون بهذا الاستحقاق والمشاركة به ترشيحاً واقتراعاً، ذلك لأنّ هذه المجالس والإدارات معنية بالإنماء.
ولفت الى انّ المكتب السياسي اتخذ كلّ الخطوات المطلوبة في هذا الصدد، وهو يتابع مع المنفذيات كلّ المسائل المتعلقة بإنجاح هذا الاستحقاق، مشدّداً على أهمية التنسيق مع فروع الجبهة الوطنية في المناطق تحصيناً للعمل المشترك الذي يصبّ في خدمة شعبنا.
وقال سلمان، ان الحزب في الشام مشارك في جميع مفاصل الشأن العام في السلطتين التنفيذية والتشريعية الحكومة ومجلس الشعب وفي مجالس النقابات العلمية والمهنية والحرفية اضافة لمجالس الادارة المحلية وجسمنا الحزبي زاخر بالكفاءات
وختم قائلاً: الشام طالما شكلت ساحة رئيسة للفعل القومي الاجتماعي فالقوميون الاجتماعيون فاعلون في مجتمعهم وساهموا مساهمة حقيقية مميزة في صمود المجتمع بمواجهة الارهاب كما هم يساهمون في شتى ميادين العمل والنهوض الفكرية والعلمية والسياسية وهم شركاء فاعلون في الجبهة الوطنية التقدمية.
كما تخللت الاجتماع مداخلة لوزيرة الدولة لشؤون تنمية المنطقة الجنوبية الدكتورة ديالا بركات، وأسئلة واستفسارات واقتراحات من المسؤولين حول شؤون حزبية وعامة جرت الإجابة عليها.