الصدر يعلن اعتزال العمل السياسي ومناصروه يقتحمون القصر الجمهوري
بعد ساعات على اقتحامهم القصرين الجمهوري والحكومي، إثر إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي، انسحب مناصرو الأخير عبر جسر السنك، مساء أمس، وتوجّهوا إلى مناطق بعيدة عن المنطقة الخضراء.
وتحدثت وسائل إعلام عراقية عن إطلاق الأمن العراقي الرصاص وقنابل مسيلة للجموع لتفريق المتظاهرين، في ظل أنباء عن استقدام قوات مكافحة الشغب تعزيزات إلى داخل المنطقة الخضراء، وتحديداً إلى جسر السنك وسط العاصمة بغداد.
كما عمد المتظاهرون إلى إغلاق تقاطع شارع الجزائر”، إضافة إلى دخولهم مبنى حكومة “واسط المحلية” جنوب بغداد.
وخشية تأزم الوضع، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان، حظر التجوال الشامل في العاصمة بغداد، مشيرةً إلى أنّ “الحظر يشمل العجلات والمواطنين، كافة اعتباراً من الساعة الثالثة والنصف ظهراً (أمس)”.
وأوعزت قيادة عمليات بغداد بتعزيز الحماية للدوائر الحكومية والمصارف ومكاتب مقرات الأحزاب وجميع البنى التحتية.
ودعت قيادة العمليات المشتركة في العراق المواطنين الى التعاون التام مع الأجهزة الأمنية كافة.
من جانبه، علّق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي جلسات المجلس حتى إشعار آخر، بعد دخول متظاهرين إلى مقره، معلناً حالة “الإنذار القصوى لكل القوات الأمنية في بغداد”.
ودعا الكاظمي “المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بتعليمات القوات الأمنية”، ودعا أيضاً “السيد الصدر إلى المساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية”.
وأشار الكاظمي إلى أنّ “التطورات الخطيرة في المنطقة الخضراء تؤشر إلى خطورة النتائج المترتبة على استمرار الخلافات السياسية”، معتبراً أنّ “تجاوز المتظاهرين على مؤسسات الدولة يُعد عملاً مُداناً وخارجاً عن السياقات القانونية”.
بدورها، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق المتظاهرين إلى مغادرة المنطقة الخضراء وإخلاء المباني الحكومية، مضيفة: “نحث على أقصى درجات ضبط النفس”.
وكان زعيم “التيار الصدري” في العراق، مقتدى الصدر، أعلن اعتزال العمل السياسي “نهائياً”، وإغلاق كل المؤسسات التابعة له، ما عدا “المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر”.
وناشد “التيار”، مناصريه، “عدم التدخل في جميع الأمور السياسية والحكومية والإعلامية، ورفع الشعارات والأعلام والهتافات السياسية، واستخدام أي وسيلة إعلامية، بما في ذلك منصات التواصل الاجتماعي، باسم التيار الصدري”.