أولى

معركة التحرير الثاني دروس ونتائج…

حسين مرتضى

هي معركة استباقيّة كان هدفها منع تمدّد المجموعات الإرهابيّة المسلّحة من مناطق القلمون الشرقي والغربي الاستراتيجية انتقالاً إلى مناطق البقاع الأوسط في لبنان.

بداية من المعلوم بأنّ كيان الاحتلال الصهيونيّ قدّم كلّ أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية المسلحة بما فيها الدعم اللوجستي بهدف تنفيذ مخططاته في المنطقة والتي فشل سابقاً بتنفيذها مباشرة وبالتالي استعان بمجموعات بديلة لتنفيذ تلك المشاريع.

ومن تلك المشاريع كانت السيطرة على منطقة البقاع الأوسط لما تمثله من أهمية استراتيجية إضافة لكون السيطرة على تلك المنطقة يقطع الشريان الحيوي بين سورية ولبنان.

في تلك المرحلة قامت المجموعات الإرهابية المسلحة بالسيطرة على العديد من المناطق في القلمون الشرقي والقلمون الغربي في محاولة للتمدّد باتجاه الأراضي اللبنانية وخلق منطقة توتر حيوية.

القرار في حينها كان قراراً ذا طابع استراتيجي حيث تمّ التحضير  لمعركة تحرير مناطق القلمون الشرقي والغربي ومنع إقامة منطقة إرهابية تخضع كما غيرها لأوامر الاحتلال «الإسرائيلي».

أكثر ما يميّز معركة تحرير منطقتي القلمون الغربي والشرقي أنها كانت معركة مشتركة بين الجيش العربي السوري والجيش اللبناني والمقاومة حيث كان التخطيط لتلك المعركة مشتركاً، وكذلك الأمر بالنسبة لتنفيذ العمليات الحربية، حيث شهدت تلك الجبهة الهامة هجوماً مشتركاً أثبت القدرة على خوض معركة استراتيجية متعدّدة الجبهات ومتعدّدة الجهات المنفذة.

والسؤال لماذا تعتبر عملية تحرير تلك المناطق هي معركة التحرير الثاني بعد معركة تحرير الجنوب اللبناني؟ والإجابة لأنّ تحرير تلك المناطق من عملاء كيان الاحتلال الصهيوني المنضوين تحت عنوان المجموعات الإرهابية المسلحة يعتبر انتصاراً استراتيجياً منع إقامة منطقة تشابه منطقة الشريط الحدودي في الجنوب اللبناني، كما أنّ سرعة التخطيط للمعركة ودقة التنفيذ ساهمتا في تثبيت قوة المقاومة وقدرتها على خوض حرب مشتركة مع الجيوش.

وللتاريخ نقول بأنه لولا معركة التحرير الثاني لما كان لبنان يعيش حالة من الأمان بعد تطهير تلك المنطقة من التنظيمات الإرهابية المسلحة، كما أنّ هذا الانتصار مكّن المقاومة من تغيير معادلات الردع الاستراتيجي والتي ظهرت قوّتها مؤخراً في ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانيةـ حيث تمكنت المقاومة من فرض إيقاعها على هذا الملف لضمان حقوق لبنان بعيداً عن الابتزاز السياسي والاقتصادي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى