وزارة الثقافة السوريّة تنعى الفنان التشكيليّ ممدوح قشلان
غيّب الموت الفنان التشكيلي السوري ممدوح قشلان عن عمر ناهز 93 عاماً والذي يُعدّ من أهم أعمدة الفن التشكيلي السوري وصاحب مسيرة فنية عمرها أكثر من ستين عاماً.
ونعت وزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين والمشهد التشكيلي السوري الفنان قشلان الذي شُيّع جثمانه أمس، من منزله الكائن في حي الميسات بدمشق حيث صُلّي على جثمانه في جامع الكويتي ووري الثرى في مقبرة باب الصغير.
ابن مدينة دمشق التي أثرت غوطتها الغنّاء أعماله ببصمة فنية خاصة رسم المدينة القديمة وأعاد إحياء وجودها في المشهد التشكيلي السوري ونقل تفاصيلها المعمارية العريقة وعاداتها وتقاليدها إلى العالم.
الفنان الذي وصل إلى العالمية تجذّر ببيئته وأصالتها الدمشقية وترعرع بين أزقتها وحاراتها القديمة وشبّ على عشقها ما أغنى مخيلته بعشرات المواضيع والأفكار فامتلك ذاكرة تنضح بالجمال عبر حقب زمنية متنوعة.
وكان للمرأة حيّز مهم في لوحات الراحل قشلان التي اعتبرها الملهمة الأولى لأي مبدع، حيث أنجز أكثر من 300 لوحة عن الأمومة ولم يصل إلى حد الإشباع من مواضيعها أما الألوان فهي وسيلته الوحيدة في التعبير عما يتخيّله في فكره وروحه مرتكزاً على العفوية في أعماله.
أكثر من مئة معرض فردي وجماعي له حول العالم كان أولها في المتحف الوطني بدمشق عام 1958 نال من خلالها العديد من الأوسمة والجوائز والتكريمات إضافة إلى أن أعماله كانت مقتناة في أكثر من 15 متحفاً عالمياً احتفظ بلوحاته التي نشر من خلالها الحب والجمال والسلام.
وكان يرى أحد مؤسسي نقابة الفنون الجميلة في سورية أن الفن تعبير واستخلاص لمخزون بصريّ عميق يحتاج إلى تربية وإبداع وابتكار وتمكّن من التقنيات ليكون لكل فنان بصمته المتميزة ورؤيته الخاصة.
وكانت مسيرة الراحل قشلان تجربة متميزة ومتفردة من حيث تفاصيلها التجريبية وابتكار الألوان وتنوع الأساليب بين عدة مدارس تشكيلية مختلفة مما جعله علامة فارقة في تاريخ الفن التشكيلي السوري.
واعتبر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين عرفان أبو الشامات في تصريح لـ سانا أن رحيل الفنان التشكيلي ممدوح قشلان خسارة كبيرة للفن التشكيلي السوري والعربي حيث يعتبر من الرواد المؤسسين لهذا الفن ورمزاً من رموزه، مبيناً أنه ترك من خلال أعماله التي وصل بها إلى العالميّة مدرسة تشكيلية مهمة للأجيال المقبلة.
الفنان التشكيلي العالمي سهيل بدور أوضح أنه من خلال علاقته بالفنان التشكيلي الراحل ممدوح قشلان التي امتدت لسنوات وجده محباً لدمشق وعاشقاً لها واستمرّ برسمها لسنوات طويلة وجسّد من خلالها الأجواء المفعمة بالحياة. وهو من الفنانين التشكيليين الذين يتمتعون بعذوبة خاصة وكان مجتهداً ولم يتوقف عن العطاء إلى يوم رحيله مشكلاً علامة فارقة في تاريخ الفن التشكيلي السوري.