لو دخلت السياسة كرة السلة اللبنانية لما تحقق أيّ انجاز
} بهيج حمدان
لو قدّر لـ «زعماء» الأحزاب والتيارات والقبائل المتعددة الولاءات والطاعات والأعطيات، والقوى السياسية الفاقدة للأهلية، والمرجعيات المحنطة كافة، والقوى السيادية التي تعلك نفسها وتدّعي ما لا تملكه، لو قدّر لهؤلاء جميعاً متضامنين ومتفرّقين التدخل في تركيبة منتخب لبنان لكرة السلة المتأهّل الى نهائيات كأس العالم، لما تأهّل إلى الادوار التأهيلية في سائر البطولات العربية والآسيوية، ولما قامت له قيامة ولا ارتقى الى منصات التتويج.
أما القول إنّ «الشعوب اللبنانية» انتهت الى غير رجعة، فهو قول غير صحيح، بدليل انّ المنتخب اللبناني لكرة السلة المؤلف من كافة الطوائف والمذاهب من شماله الى جنوبه الى جبله الى بقاعه، حقق المطلوب لمجرد انه لم يسمح للقبائل والمرجعيات والأحزاب والمنظومة السياسية ان تتدخل في شؤونه، ونأى لاعبو المنتخب والجهاز الفني عن السياسة والوصايات الكاذبة، ومن بينهم نجوم المنتخب وركائزه أمير سعود ووائل عرقجي وعلي حيدر وإيلي شمعون وعلي منصور وكريم زيتون ويوسف خياط وجاد خليل وعلي مزهر وجيمي سالم وسيرجيو درويش وعزيز عبد المسيح وكريستون خليل وهايك غيوغجيان، بالإضافة طبعاً إلى المدرّب جاد الحاج.
ولا نغفل الدور أيضاً البنّاء الذي يسلكه اتحاد كرة السلة.
وبات واضحاً وثابتاً ومتفقاً عليه أنّ الإنجاز الكبير الذي حققته منتخبات كرة السلة في لبنان ما كان ليتحقق لو وجد الساسة في لبنان سبيلاً الى هذه المنتخبات بذريعة التمويل والرعاية والحماية، وما كان لبنان ليحلم بالمكانة التي بلغها، ونقطة على السطر.