الصدر أوقفَ مذبحة بدأت فعلاً في العراق
عمر عبد القادر غندور*
أياً كانت الدوافع لخروج أنصار التيار الصدري الى الساحات واحتلال مجلس النواب وبعض الوزارات الأخرى للمطالبة باستقالة الحكومة والبرلمان والدعوة الى انتخابات جديدة، كان الحدث الأبرز في الساعات الماضية تراجع السيد مقتدى الصدر والطلب من مؤيديه الانسحاب من الشوارع والمقارّ الرسمية والتبرّؤ من كلّ مخالف لإرادته، بعد اندلاع مواجهات بالنار أدت إلى سقوط العشرات من المواطنين العراقيين.
وقال انّ الحشد الشعبي لم يشارك في إطلاق النار، وهو يقدّر موقفه.
وفي أقل من ساعات قليلة انسحب الجميع من الشوارع ورفعت الحكومة قرار حظر التجوّل، وتراجع التأزم بين الأفرقاء ووضع حدّ للاشتباكات التي أقلقت الجميع…
لماذا التحوّل في المواقف وبعد وقت قصير؟ ولماذا في هذا الوقت العصيب الذي أنزل السيد مقتدى الصدر من علياء شروطه، وانسحابه من العمل السياسي! ولماذا أغلقت إيران حدودها مع العراق؟ ومن هي الجهة الفاعلة التي أنهت الأزمة العراقية، وأعادت الجميع الى جادة العقل والتروّي؟ أسئلة كثيرة ستجيب عليها الأيام المقبلة.
وهل من علاقة بين اعتزال السيد مقتدى الصدر من العمل السياسي وبين استقالة رجل الدين العراقي البارز كاظم الحائري وهو واحد من أبرز تلاميذ المرجع الشيعي الراحل محمد باقر الصدر والد السيد مقتدى الصدر والذي أوصاه بالإشراف على حركة الصدر الحالية في العراق.
ولا نستطيع إلا التنويه بموقف السيد مقتدى الصدر والإشادة بحكمته، ما ادّى الى وقف حمام الدم بين الاخوة من الشعب العراقي العزيز.
ولا شك انّ الموقف المسؤول لكافة الأفرقاء العراقيين سيفتح ثغرات في جدار المواقف المتشددة، وصولاً الى قيام حكومة فاعلة في بلد أعطاه الله الكثير من نعمه، ولكن المتربصين ببلاد الرافدين يريدون الفوضى والتقاتل وكما يحصل اليوم في ليبيا والسودان واليمن وسورية ولبنان والصومال… حتى بتنا نصدّق النبوءات التي قادتها بريطانيا وأميركا خلال الـ ١٥٠ عاما الاخيرة المنبثقة من مفهوم الماسونية العالمية للسيطرة على العالم من خلال نظرية النظام العالمي الجديد، ومن تجليات هذا النظام الجديد «الربيع العربي» المزعوم…
وبتنا نؤمن بأنّ المجتمع الغربي وخصوصاً الأميركي والبريطاني كانوا وراء غالبية الصراعات العسكرية والمؤامرات في العالم على مرّ التاريخ.
*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي