التعليق السياسي
العواودة البطل مثالاً
بعد مئة وثمانين يوما من الصيام، سجل خلالها الأسير خليل العواودة رقماً قياسياً عالمياً في الإضراب عن الطعام، متحمّلاً تعريض نفسه للموت دون تردّد، انتزع حريته وحسم نصره، مقدّماً مثالاً حياً عن حجم الإصرار والثبات الذي يعبر عنه النضال الفلسطيني.
خلال هذا النضال الاستشهاديّ للأسير خليل عواودة تحول الى هيكل عظمي وخسر الكثير من نشاط الأجهزة العضويّة في جسده ودماغه، وبعضها مهدّد بخسارة جزء كبير من فاعليتها حتى بعد فك الإضراب. وهذا يكفي لمعرفة حجم إرادته الاستشهادية في قضية لا يمكن توصيفها بقضية الحرية الشخصية للأسير عواودة، وهو يضع حياته على كفه ثمناً لها، بقدر ما هي قضية الإرادة الفلسطينية الصلبة التي أراد العواودة إظهارها للعدو ولو كلفته حياته، ليضع شهادته في خدمة قضية تحرر الشعب الفلسطيني وتحرير الأرض الفلسطينية، وهو جزء من حركة الجهاد الإسلامي التي تشكل ركناً بارزاً بين حركات المقاومة.
مواجهة الشهور الستة التي شكل العواودة رمزاً لها توّجت بنصر يعكس مسار الانتصارات التي فرضتها حركات المقاومة، والأيقونة التي يمثلها العواودة في الوجدان الإنسانيّ، الأبعد من حدود فلسطين والعالم العربي هي رصيد للقضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني المقاوم في أوسع شرائح الرأي العالمي ومؤسساته الحقوقية، كما هي رصيد للحركة الأسيرة التي تمثل آلاف الأسرى المظلومين.
المسيرة العظيمة للبطل العواودة.