أخيرة

نافذة ضوء

الصلاح أن لا نعتدي ولا نستسلم لاعتداء

يوسف المسمار*

الصالح هو قاعدة الانطلاق للأصلح الذي ينهض بالفرد وبالمجتمع، وكل طالح هو دافع الى كل ما هو رديء ويؤدي بالفرد وبالمجتمع الإنساني الى الانحلال والخراب.

والصالحون هم الوحيدون الذين يصارعون من أجل حياة أفضل، ولن يحقق الحياة الأصلح والأفضل إلا المجتمع الصالح والفاضل.

والحياة الأفضل من المستحيل أن تحصل بدون مجتمع فاضل.

ونهضة الأمة في المفهوم القومي الاجتماعي تعني الانتفاضة المستمرّة ضد أي نوع من المصالحة بين الصالح والطالح، وبين العادل والظالم، وبين الخيّرين والأشرار.

 والعدل في معناه العميق هو أن لا تعتدي شعوب على حقوق شعوب أخرى، ولا تستسلم شعوب لعدوان شعوب عليها، بل يجب أن تسعى الى ممارسة كل الوسائل لتوطيد أفضل روابط وعلاقات الصداقة والتعاون. وهذه هي الحضارة.

أما الظلم فمعناه الحقيقيّ هو الاعتداء على حقوق الشعوب وهو أيضاً الاستسلام والخنوع للمعتدين. وهذا الظلم هو رداءة مزايا همجيّة المعتدين وكذلك الخنوع للأعداء حقارة صفات الجبناء المعتدى عليهم.

فأذا كانت العدالة تكمن في الطبيعة الإنسانيّة الخيّرة، فإن الظلم، بدون شك، كامن في طبيعة البشر الشريرة.

وبما أن الخير والشر هما ميزتان طبيعيتان، فإن الحرب بين الأخيار والأشرار هي حرب دائمة. فلا الخير يمكن أن يصبح شراً، ولا الشر يمكن أن يتحول الى خير.

 وقد عانت أمتنا الويلات والمآسي الكبيرة منذ فجر تاريخ الإنسانية من غزوات أشرار الشعوب ولا تزال تعاني وستبقى تعاني إلى أن نستيقظ ونعي أننا بدون الاعتماد على أنفسنا وبدون عقيدة قوميّة اجتماعيّة صالحة ومن غير صراع بطوليّ لن يسلم لنا وطن ولن تُحفظ لنا كرامة ولن يبقى لنا محل تحت الشمس.

ومن المستحيل بدون جهادنا المتواصل الدائم والاعتماد على أنسنا وقوتنا أن نتمكّن من تحقيق الحياة الفضلى في هذا الوجود الحافل بالأشرار والظالمين.

 والحياة والحرية لا يمكن أن تكونا من نصيبنا إلا إذا أحببنا الموت عندما يكون الموت طريقاً إلى الحياة والحرية. «فالحياة ليست إلا وقفة عز فقط»، كما عبر عنها أنطون سعاده.

*باحث وشاعر قوميّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى