أخيرة
دردشة صباحية
وردستان (بلاد الورد)
يكتبها الياس عشّي
أطلق الصحافي اللامع ابراهيم عبده على دولة لبنان بعد نيل استقلالها، اسم وردستان أيّ بلاد النور، قال:
ما رأيت بحياتي “أشطر”، ولا أذكى من ناس وردستان، فهم يعيشون في نظام سياسيّ فريد يرتكز على الدين، فلرئيس الدولة ملّة، ولرئيس الوزراء ملّة، (ونسي رئاسة مجلس النواب)، ثم توزع المناصب، الكبيرة والصغيرة والأخرى، حسب المذاهب والأديان. ثَمّ تجد في وردستان جماعات تناصر “نفاقستان”، وأخرى تؤازر “شقاقستان”، وثالثة تدعو إلى “توريطستان”. وبهذه الشطارة نجح الصحافيون المغمورون، وأثرى متعهّدو الجماعات المأجورة، وعملاء السفارات. وبهذا “الذكاء” عمّ “الرخاء” وردستان…!
اليوم، وبعد مرور ثمانية عقود على ما كتبه ابراهيم عبده، نلتفت حولنا، ونهزّ رؤوسنا، ونردّد: كم كنت على حقّ يا سيّد الصحافة.