دبوس
مقتل كوكب
حينما تشفط من المواد الخام والنفط وعوامل الطاقة ما يوازي 50 بليون مرّة الكتلة النوعية للإمبيرستيت، من باطن أمّ رؤوم تدعى الأرض، حملتك على مدار ملايين السنين وهناً على وهن، ثم تتوقع انّ كلّ شيءٍ على ما يُرام، وأنك لم تفعل شيئاً قد يؤدّي الى أيّ تبعات سواءً مناخية او بيئية فإنك مخلوق جهول مغرق في ضلالك، تلكم هي كمية ما تمّ إخراجه من باطن الأرض منذ «الثورة الصناعية»، أنظروا كيف يسمّي هذا الإنسان المارق كلّ نتاجه غثّاً كان أم سميناً بأسماء براقة لامعة خيّرة، ثورة، وليس كارثة…
هو ذاته أطلق على كلّ الممارسات الجنسية الحيوانية البوهيمية التي ابتدعها عقله المريض، ثورة جنسية، وهو ذاته الذي يسمّي السرقات التي يرتكبها بنهب ثروات الشعوب في طول الأرض وعرضها، مصالح، فهو حينما يسرق، يمارس دفاعاً عن مصالحه، مرحى لهذه الإنسانية البائسة التي قبلت بقيادة هذا المخلوق العابث، والذي هو آخذ بالإطاحة بكوكبنا نحو الاندثار في خضمّ رغبته في التحليق عالياً في السماء والفضاء والانبعاث بسرعات ٍ فائقة، والتفنن في اختراع عربات تحرق في اندفاعاتها بسرعات مذهلة 60% من المواد المشفوطة من باطن الأرض، وتبث خلال ذلك في أجوائنا انبعاثات قاتلة لكلّ الفطرة المجبولة عليها هذه الأرض التي تحملنا…
البارحة كانت فيضانات باكستان المدمّرة، وهذه أول الغيث، ستغطي المياه الناتجة عن ذوبان الجليد في خزّاني الأرض في أنتاركتيكا وغرينلاند بسبب الارتفاع الحراري، وستغمر المياه في المرات المقبلة كلّ الأراضي الواطئة على السواحل، بنغلادش، مدينة الإسكندرية في مصر، شبه جزيرة فلوريدا، وأجزاء من كاليفورنيا، وغير ذلك كثير…
هذا هو قليل مما هو آخذ في الحدوث في كوكبنا بسبب مخلوق ذي شعر ذهبي وعينين زرقاوين، ظنّ في غفلة من الزمان بأنه يقود الإنسانية الى مناطق متقدّمة من التميّز التكنولوجي والسموّ العلمي!
مرحى لهذه الإنسانية البائسة التي تنطلق أفقياً وعمودياً بسرعة مذهلة، ولا تدري بأنها في مقابل هذا الإنجاز العبثي، قتلت الكوكب الذي تعيش عليه.
سميح التايه