أخيرة
دردشة صباحية
اسمع يا ولدي…
يكتبها الياس عشّي
هل يُمكنك يا ولدي أن تتصوّر عالَماً بدون سورية؟ منذ سبعة آلاف من الأعوام والآلهة تولد في سورية، والملاحم والأبجدية والقوانين والشرائع وحقول الياسمين تلوّن سماء سورية. ومنذ أن توحّش الإنسان وصار من الغزاة، وأسوار المدن السورية عصيّة عليهم، وستبقى عصيّة، لأنّ لدى السوريين «قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ»، مقولة حفظتها على ظهر قلبي وأنا أسمعها من أبيك الشهيد.
أنهت الأمّ رسالتها، فطوَتها، ثم دسّتها تحت وسادة ابنها الغارق في النوم، ثم توجّهت إلى شرفة طالما تقاسمتها مع رفيق عمرها الشهيد وسام. وما إن أخذت مكانها على الشرفة حتى انفجرت قذيفة هاون، وحوّلتها إلى أشلاء.
وفي الصباح كان الطفل الصغير يسأل عن أمه، ويحاول أن يفكّ حروف الرسالة التي تركتها له تحت وسادته.