دبوس
جلبوع… أو نفق الحرية
كمثل الجرذ الذي خرج للتوّ من مجاري الصرف الصحي، هكذا بدا كيان الإحلال وقياداته الأمنية والعسكرية والاستخبارية، حينما نجحت ثلّة من أبطال فلسطين الأسرى في الفرار من أيقونة إبداعاتهم العسفيّة، وذروة قدراتهم الباطشة والقاتلة للحرية والفضاء الرحب، سجن جلبوع، المربّع الأمني الماحق ببنيانه وهندسته وأسلاكه الشائكة وآخر ما أبدعه العقل الصهيوني القاتل من تكنولوجيا المراقبة والتجسّس والاستشعار…
بملعقة صدئة، وإرادة فولاذية لا تلين، وعقل متألّق مبدع خلّاق، دليل آخر على هشاشة هذا الكيان الطارئ، كلّ وجوده مرتهن بخطأٍ في التقدير أو زلّة في الحساب حتى ينهار الهيكل على رؤوس أصحابه، بنيان أقيم على عجلٍ باللصق والترقيع، والحذف والإضافة، لا يمتلك من مقوّمات التكامل والتوافق ما يضفي عليه الانسجام، من كلّ بستان شتلة، لا يجمع بينها سوى رغبة جامحة آثمة في وطن ليس لهم فيه أثر ولا تاريخ، قاموا بتلفيق ما يحلو لهم من نسج خيالٍ مريض، أكاذيب وأضاليل ما أنزل الله بها من سلطان، وشيّدوا لأنفسهم قلاعاً وحواجز وحيطان وسجون لقمع الناس، وتقاطروا من كلّ أنحاء الدياسبورا للولوج الى أوكارهم، والاختباء من الضحية التي أوغلوا بدمها، ولكن ساعة الحساب أزفت، ونهضة الطبيعة والفطرة قد اكتملت، والمشهد بات ناضجاً كيما تتدفّق يد العدالة الربّانية الكونية بأن أذن للذين يقتلون بأنهم ظلموا، وأنّ الله على نصرهم لقدير.
سميح التايه