«السلّة» المثمرة بالإنجازات وحدَها ترشق بالحجارة من المعيب تصفية الحسابات في خضم التحضيرات
إبراهيم وزنه
العالم يشهد… أن الانتصارات السلّوية التي حققها منتخبنا الوطني خلال الشهر الماضي ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم بكرة السلة، أسفرت عن تأهل مبكر إلى «المونديال»، لتتبعها جملة من المقالات المفعمة بعبارات الثناء والاعتزاز والمدح عند أصحاب الضمائر الحيّة الذين غلّبوا «وطنيّتهم» على «أحقادهم»، أما من اعتاد التغريد خارج السرب، والتعتيم على وهج «سلّتنا» الساطع جداً في الفترة الأخيرة، راح ـ وعلى عادته ـ يتلهى بالقشور مع تبخيس الإنجاز، وصولاً إلى فبركة الخبريّات السخيفة التي لا تركب على قوس قزح.
إليكم الحكاية، منذ شهر، كرّت سبحة الانتصارات لمنتخبنا السلّوي، تارة في لبنان وأخرى خارجه، وبعد كل انتصار كنّا نرفع من وتيرة ثقتنا بأبطالنا، ونشدّ على أيدي الممسكين بدفّة السلة، من إداريين وفنيين، مطالبين بالمزيد من الانتصارات أملاً بأن نمسح بعضاً من آلامنا المعيشيّة… انتصارات مصحوبة بتأهّل مستحق جعلتنا ننسى لبعض الوقت «شطحات» الدولار وغلاء الأسعار وغياب الدواء والعتمة الرابضة فوق الصدور والقلوب. وفيما الأكثرية فرحة بما تحقق على يد أبطالنا، ارتأى البعض من ضعاف النفوس اللعب على الكلام، فتأملوا أن كلمات عفوية نشرها اللاعب وائل عرقجي على صفحته، أشار فيها إلى أنه اشترى مع زميله هايك قمصاناً موحّدة لزملائهم في المنتخب، ثمّ أضاف لافتاً إلى كرم القائد علي حيدر بتقديمه مكافآت مالية للاعبين! تحرينا عن الموضوع بعد أن طالب الكثيرون توضيح «المكنون» من سطور العرقجي، وهل وصلت الأمور عند الاتحاد إلى هذا الحد؟ ليتبيّن لنا سريعاً بأن هايك ـ ومن دون أن يراجع الاتحاد ـ بادر إلى شراء قمصان موحدة ليقدّمها إلى زملائه بعد أن ضيّع الغالبية قمصانهم، إما بالإهداء أو بالفقدان، ولاحقاً أرسل هايك إلى الاتحاد فاتورة بقيمة المشتريات (القمصان) وقد بلغت 500 دولار فقبضها فوراً، علماً أن بعض اللاعبين طالبوا الاتحاد بتأمين طقمين خلال كل مباراة بداعي «تعرّقهم» الزائد فلم يتردّد بتلبيتهم … أما بالنسبة إلى «مبادرة» علي حيدر الكريمة، ففي ضوء تغيّبه عن المشاركة في أوّل مباراة ضمن بطولة آسيا، وعد زملاءه بأنه سيمنح كل واحد منهم 50 دولار في حال فوزهم في أول مباراة يشاركهم في مجرياتها، ووفّى بوعده لاحقاً.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه، هل قصّر الاتحاد يوماً في تدليل لاعبي المنتخب، مادياً أو معنوياً؟ بعد التحرّي والاستقصاء أيضاً، تبيّن أن حال الرضا والثناء تعمّ نفوس جميع اللاعبين تجاه الاتحاد، حتى أن علي حيدر نفسه، استنكر ذهاب البعض إلى فبركة ما يدور في أذهانهم من خبريات مردّها إلى حقد دفين وسعي حثيث للعرقلة والتبخيس، فيما الوقائع تؤكّد بأن شمس التأهل ساطعة… والناس «قاشعة». وهل يعلم أولئك الحاقدون، بأن مجموع ما قبضه كل لاعب من لاعبي المنتخب خلال شهر ونيّف فقط، يقارب عشرة آلاف دولار أميركي، في بلد أصعب ما فيه الحصول على «فريش دولار».
فبعد كل فوز، كانت المكافأة الجاهزة «ألف دولار»، وخلال كل رحلة هناك مصروف للجيب بمعدل وسطيّ 450 دولاراً لكل لاعب، كما أن مجموعة رجال الأعمال التي اجتمعت تحت سقف الدعم ورفع المعنويات، كافأت كل لاعب بمبلغ قارب الأربعة آلاف دولار.
أما وقد توضّحت الصورة، وخرجت المواقف الداعمة والمؤيّدة للاتحاد من قبل جميع اللاعبين، وخصوصاً (هايك وحيدر وعرقجي) الذين ناشدوا منتحلي صفة «الغيارى» وبصوت واحد «حلّوا عن الاتحاد … كل شي تمام، والأجواء رائعة»، كلّ ما في الأمر أن كلماتهم حُمّلت أكثر من مضمونها فكان ما كان، ليرتدّ سوء الظن سريعاً إلى صدور المغرضين المجتهدين لتصفية حساباتهم الخاصة مع الاتحاد… وهنا نطالبهم بوقف افتراءاتهم، وغسل قلوبهم بماء الوطنية الحقّة، أما أنتم أيّها الأبطال وخلفكم من سهر وقدّم ولم يبخل، واظبوا على الصعود نحو الأعلى، ولا تلتفتوا إلى من اعتاد العيش في الدرك الأسفل. سلتنا بخير، لاعبونا على قلب واحد، اتحادنا أكثر من مجتهد… إلى المونديال سر… يا وطن الأرز.