أخيرة

دبوس

سوف تدرك بالمحسوس، الشعوب والحكومات التي تقف في وجه الهيمنة الأميركية الآن، أيّ حجم من المعاناة والغبن تكبّده الشعب الفلسطيني على مدى ثلاثة أرباع القرن، وهو يُقتّل ويعذّب ويُسجن وتُسرق أرضه وتُنتهك مقدساته وتُهدّم بيوته ويُهجّر إلى الشّتات، ثم يُنعت بأنه إرهابي حينما امتشق حسام المقاومة، بينما يوصف قاتله بالمدافع عن النفس والمعتدى عليه…!

سوف يدرك الشعب الروسي وقيادته بالمحسوس كيف نكث الأميركي والأوروبي بكلّ العهود حينما تعهّد بعدم الاقتراب من الحدود الروسية، وبعدم ضمّ أيّ من دول شرق أوروبا الى منظومة الناتو العدوانية، وبالإبقاء على الخريطة الجيوسياسية كما هي عند انهيار الاتحاد السوفياتي، ولكنه في واقع الأمر بدأ بالتقرّب التدريجي نحو حدود روسيا، وذلك بضمّ الأغلبية الساحقة من دول الاتحاد السوفياتي السابق الى حلف شمال الأطلسي، وتوّج ذلك بالتوجه نحو ضمّ أوكرانيا بكلّ ما يعنيه ذلك من تهديد فوري ومباشر للأمن القومي الروسي، وحينما قامت روسيا بالردّ الذي لا مناصّ منه إزاء العدوانية الأميركية، بدأت ماكينة الأكاذيب الغربية الإعلامية بوصف روسيا وبوتين بأوصاف تكاد تتجاوز ما وصفت به ألمانيا النازية وأدولف هتلر…!

وسوف يدرك الشعب الصيني وقياداته وبالمحسوس أيضاً كيف تتدخل دولة الهيمنة والعدوان في جغرافيا تبعد عنها آلاف الأميال، وتمنع أو تحاول ان تمنع وحدة عضوية بين شعب واحد على مدار آلاف السنين، وكيف تتصدّى ماكينة الإعلام الغربية المغرقة في التلفيق والكذب والافتراء على الحقيقة، فتقلب الأمور عقباً على رأس، وتجعل الصين معتدية آثمة وتحيل الشرّ الأميركي المستطير إلى فعل مشروع وتقرّب شرعي!

ستوقظ العدوانية الأميركية والغربية شيئاً فشيئاً كلّ الشعوب المعتدى عليها، وستطلّ شمس الحقيقة على الأرض إنْ عاجلاً ام آجلاً لتطوي صفحة العدوان والهيمنة إلى غير رجعة.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى