أخيرة

دبوس

الاتفاق على عدم الاتفاق

 

بصراحة، شخصياً لم أكن مقتنعاً بجدوى العودة الى الاتفاق النووي، كما أنني لم أكن مقتنعاً بعقد أيّ إتفاقيات او معاهدات مع الغرب إلّا من موقع القوة واليد الأعلى، الأنجلوساكسوني لا يأتي الى الطاولة إلّا إذا أحسّ بأنه بحاجة الى هدنة بسببٍ من انحياز الموقف الاستراتيجي ضدّه، وسيستعمل الاتفاق كيما يلتقط أنفاسه ثم سيطيح به حينما يشعر بأنّ يده غدت هي العليا، وليس بحاجة الى إلغاء الاتفاقيات علانية، هو يقوم بذلك عملياً.

الأنجلوساكسوني والصهيوني، انتهازي، غير أخلاقي، نفعي، استعمالي، لا يتحرك إلا من موقع المراكمة، ولا تجدي معه أيّ تفاهمات او اتفاقيات، يقدّم التنازلات فقط حينما يشعر بأنّ عدم إقدامه على ذلك سيترتب عليه خسران كبير أو هزيمة بائنة

الخيارات الجيدة هي الخيارات الصعبة، هذه حقيقة إنسانية، المؤلم في البداية مريح في النهاية، والمريح في البداية مؤلم في النهاية، يجب ان نتخذ القرار الحاسم بالاتجاه شرقاً، وهو قرار قد يترتب عليه بعض الخسائر، ولكنه في النهاية، وعلى المدى الطويل هو القرار الصائب، لا يفلّ الحديد إلّا الحديد، أيها السادة، ولا يفلّ النووي إلّا النووي، يجب علينا ان نقتحم منطقة السلاح النووي، ونسعى الى امتلاك الكثير منه، الكثير الكثير، سمعتها ألف مرة في أميركا، وخاصة من أولئك الـ Red Necks، والذين يؤمنون بالتفوّق العرقي، والذين يحتشدون خلف الأحمق ترامب، ويعدّون في بعض الإحصائيات 80 مليون، سمعتهم يردّدونها كلّما أحسّوا بأنّ هنالك مجموعة من البشر على سطح هذا الكوكب لا تروق لهم، أو يعادونها بلا سبب، Nuke them، أيّ أقذفوهم بالنووي

هكذا يفكر هؤلاء الحمقى الغوغاء الشعبويين، وصدقوني أنّ ترامب ليس بأذكى منهم، يتمتع بنفس الحماقة والغباء، والتقديرات ترجح عودته الى البيت الأبيض عقب الانتخابات القادمة، علينا أن نأخذ الموضوع بجدية أكثر، لأنّ مصير الأمة ووجودها مرتهن بأن يعتلي أحمق طائش سدة الحكم في واشنطن أو تل أبيب، وساعتئذ لن يكون هنالك متسع من الوقت للندم.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى