دردشة صباحية
ثلاثون عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا
يكتبها الياس عشّي
ثلاثون عاماً ومجزرة صبرا وشاتيلا تلقي بظلّها على ذاكرة بيروت.
ثلاثون عاماً وما زالت طيور الهامة تخرج من رؤوس ثلاثة آلاف شهيد من الرجال والنساء والأطفال، ذُبحوا بدم بارد على أيدي يهود الداخل والخارج، تخرج وتصرخ: «اسقوني… اسقوني… إلى أن تأخذوا بثأري».
ثلاثون عاماً والسفّاحون ما زالوا في الواجهة… لم يُسألوا… لم يحاكَموا… لم يُرجَموا… لم يتغيّروا: لبسوا الياقات البيض، ووضعوا ربطات العنق، ووقفوا وراء المنابر يبشرون بالفضيلة.
ثلاثون عاماً ولم تُسأل دولة العدو عن دورها في التخطيط للمجزرة حتى قبل اجتياحها لبنان، وفي تقديمها التسهيلات لدخول القتلة إلى المخيّمين، والقضاء على سكّانهما.
ثلاثون عاماً تمرّ على أبشع جريمة بحقّ العرب، وبدلاً من أن ينتفضوا، ويثوروا، ويطالبوا العالم بالإدانة، هرولوا إلى التطبيع، وإلى الاعتراف بكيان مغتصِب لا ندري ماذا يخطط لمخيمات أخرى، وعواصم أخرى.
ثلاثون عاماً ولم نخرج من قصائد الفخر، والتبجّح بسيرة عنتر، والوقوف على أطلال المجزرة ونبكي.
ثلاثون عاماً وما زلنا في الجاهلية، فمتى نخرج منها إلى الضوء، ونكتب تاريخاً لا يشبه أحداً… تاريخاً يشبهنا نحن المؤمنين بقضية تساوي وجودنا.