مقالات وآراء

لبنان مهدّد بخسارة أمنه البشري

} عمر عبد القادر غندور*

ليس جديدا او مبالغا ان يبلغ الانهيار في لبنان مرتبة سحيقة من قعر جهنم، ربما هي الاكثر تعقيدا وسوءا في العالم، فيما الطواقم التي تشتغل بالسياسة ما زالت في حالة مراوحة وتناحر على الحقائب والمكتسبات وكأن البلد ليس في قعر جهنم ولم يعد فيه وزارات ولا مصالح ولا مجالس ولا موظفون ولا كهرباء ولا ماء ولا انترنت !

وفي سياق تعطل السياسات الإنقاذية والمالية وما شابه، باتت الحالة اللبنانية من أشدّ ثلاث أزمات على مستوى العالم منذ القرن التاسع عشر وربما هي في الطليعة في مواجهة التحديات الهائلة في غياب سلطة تنفيذية تقوم بواجباتها على المستويات الاجتماعية والاقتصادية المتردية والمتفحمة، وانعدام الامان الاجتماعي ومن دون ان يلوح في الافق بوادر أمل وحلحلة في ظل انقسام عمودي وافتراق سياسي بحده الاقصى، حتى بات الاكثر هدرا وهشاشة وترمدا، وليس من احد يستطيع حماية نظامه الاقتصادي المفلس، ويقول البنك الدولي ان لبنان هو من ضمن البلدان الاكثر فشلا وصراعا وعنفا وانقساما، وهو ما سيؤدي الى انقسام خطير بما في ذلك رأس المال البشري، وانعدام المهارات العالية التي لا ترى فرصة لها الا في الخارج، بينما ما تبقى من شعب تحت خط الفقر وتواصل انهيار عملته الوطنية على حافة التلاشي في ضوء مجاوزة سعر الدولار الـ ٣٧ الف ليرة.

وبالاضافة الى كل هذه الرزايا، يواجهنا استعصاء تشكيل حكومة على أبواب أزمة رئاسية عنيفة فراغية ضمن المهل الدستورية.

واذا تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال ستة واربعين يوما، واهمال التسريبات الديبلوماسية التي تحث القيادات السياسية الى قليل من الغيرة على وطنهم لمنع سقوطه في منزلقات خطيرة تصعب معالجتها.

ويُخشى ان يصبح لبنان، حسب تقرير لإحدى المؤسسات المالية الدولية ان يكون واحدا من اربع دول فاشلة كليا هي الصومال واليمن وزيمبابوي ولبنان، بفضل الطبقة السياسية الفاسدة والمحصنة بالصيغ الطائفية والمذهبية وانعدام المحاسبةّ!

 

* رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى