التعليق السياسي
قمة سمرقند قطب العالم الجديد
يختلف مشهد القادة في سمرقند، عن مشاهد قمم منظمة شنغهاي السابقة، كما تختلف أولوياتهم ونظرة العالم إليهم، فلقاء قادة روسيا والصين والهند وإيران اليوم يمثل محوراً دولياً صاعداً يضمّ أكثر من نصف سكان العالم، ومع الحلفاء يمثل أكثر من نصف الاقتصاد العالميّ، وأكثر من نصف القوة العسكرية فيه، وأكثر من نصف المواد الأولية لصناعته، وأكثر من نصف منتوجاته الزراعية والغذائية، وأكثر من نصف القدرة المالية السائلة.
يلتقي القادة على قاعدة الإيمان بأن الوقت قد حان للإعلان عن نهاية الحقبة الأحادية للهيمنة الأميركية، كما يلتقون على الاقتناع بأن ما يجمعهم هو احترام كل منهم خصوصيّات الآخر وقراره المستقل، وعلى احترام المسار الذي اتخذه كل منهم لبناء دولته واقتصاده وتحديد مرجعيّته للهوية الثقافية والسياسية.
في قمة سمرقند الأولويات العملية على الطاولة، وفي طليعتها بناء اقتصاد عالميّ رديف لاقتصاد الغرب، متحرّر من قيود العقوبات، يملك نظاماً مصرفياً مستقلاً وعملة دوليّة موازية للدولار، وتعاملات بالعملات الوطنية، وأولوية بتبادل تجاري يحقق الاكتفاء الذاتي لدول العالم المستقل.
في قمة سمرقند حربان على الطاولة، واحدة في ذروة الاشتعال تخوضها روسيا في أوكرانيا، وثانية قيد الاشتعال في تايوان، وثالثة باردة تحت الرماد في المنطقة بين أميركا وإيران، ومواجهات مفتوحة في أفريقيا بين كل من روسيا والصين مع الثنائي الأميركي الأوروبي، والعالم في قلب حرب عالمية ثالثة، يسعى لتفادي مرارة الخيار النووي فيها، ولا مكان فيها إلا للربح بالنقاط، ومحور شنغهاي يتقدّم.