«الحملة الأهلية» اجتمعت في قاعة الشهيد خالد علوان ونفذت وقفة في مكان عمليته البطولية النوعية سماح مهدي: نحيي مناسباتنا التاريخية متمسّكين بمسارنا المقاوِم حتى استعادة حقوقنا القومية
في الذكرى الأربعين لتحرير بيروت من الاحتلال الصهيوني، ووفاء لشهداء المقاومة البواسل وفي مقدّمهم الشهيد السوري القومي الاجتماعي خالد علوان، بطل عملية «الويمبي» في الحمراء، انعقد في قاعة الشهيد خالد علوان في بيروت الاجتماع الأسبوعي للحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة بحضور وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي وناموس عمدة شؤون التنمية الإدارية رامي شحرور إلى جانب منسق الحملة معن بشور ومقرّرها د. ناصر حيدر وأعضاء الحملة وممثلين عن الأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية.
إفتتح بشور الاجتماع بتوجيه التحية للشهيد خالد علوان ولكافة شهداء المقاومة في بيروت وكلّ لبنان مشيداً بعملية «الويمبي» التي نفذّها علوان ضدّ ضباط صهاينة وكانت نقطة تحوّل في مسار عمليات المقاومة في العاصمة، حيث اضطر جيش الاحتلال إلى الانسحاب مدحوراً من العاصمة اللبنانية ليبدأ اندحاره المتواصل من سائر الأراضي اللبنانية المحتلة على يد المقاومة الوطنية والإسلامية، حتى التحرير في 25 أيار 2000.
ورأى بشور أنّ عصر الانتصارات على العدو قد بدأ في ما أبداه المقاومون دفاعاً عن بيروت ليتواصل في الانتصارات التي شملت اندحاراً من الشوف وساحله، وصيدا، وصور، والنبطية، والبقاع الغربي، حتى كان الاندحار الكامل عن الشريط الحدودي، ما عدا مزارع شبعا وكفرشوبا والجزء الشرقي من بلدة الغجر.
ورأى بشور أنّ المعادلة الذهبية التي قامت بين الشعب والجيش والمقاومة تشكّل اليوم خط دفاع متين عن أرض لبنان وثرواته، وهو ما يتجلّى اليوم في نجاح المقاومة مدعومة من الشعب والجيش في حماية ثروة لبنان الوطنية وحدوده البحرية.
كلمة الحزب السوري القومي الإجتماعي ألقاها ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي الذي قال:
نزداد فخراً واعتزازاً بأن تجتمع الحملة الأهلية لنصرة فلسطين في قاعة الشهيد البطل خالد علوان عشية الذكرى الأربعين للعملية البطولية التي نفذها وأدّت إلى إطلاق جيش عصابات الاحتلال نداءات الاسترحام إلى أهالي بيروت بألا يطلقوا النار عليه لأنّ جنوده سينسحبون.
هذه العملية النوعية في فعلها، الكبيرة في أثرها وُصفت بأنها واحدة من أهمّ العمليات التي ساهمت في تحرير بيروت من دنس العدو.
صحيح أنّ الشهيد البطل خالد علوان استخدم في هذه العملية مسدساً واحداً يعود إلى الرئيس الأسبق للحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين الدكتور عبد الله سعاده، مع عدد محدود من الرصاصات. إلا أنها كانت كافية لتمريغ أنف الجيش الغاصب في التراب، مع إيماننا بأنه يجب ألا يحصل على هذا الشرف. فتراب بلادنا أغلى وأسمى وأطهر من أن يدنّسه هذا العدو.
وكرت السبحة في ما بعدها، وتوالت العمليات البطولية في بيروت وكافة الأراضي اللبنانية وصولاً إلى التحرير الأكبر في العام 2000، مع تمسكنا بحقنا في تحرير ما تبقى من أراض لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء اللبناني من جبل الشيخ. لنتابع باتجاه جنوب جنوب لبنان بهدف تحرير فلسطين وجولاننا السوري.
وختم مهدي، نحن نحيي هذه المناسبات تمسكاً منا بتاريخنا المقاوم الذي على أساسه سنحقق قريباً انتصاراً نستعيد فيه كافة حقوقنا القومية.
بعدها تحدث العقيد ناصر أسعد ممثلاً (حركة فتح) مشيداً بدور الشهيد علوان وكلّ المقاومين الذين رسموا ببطولاتهم وتضحياتهم تكاملاً تاريخياً بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية.
ثم تحدث مهدي مصطفى (مقرّر لقاء الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، ممثلاً الحزب العربي الديمقراطي) محيياً ذكرى عملية الويمبي وكلّ أبطال المقاومة الذين ما زالوا يشكلّون الضمان الحقيقي للسيادة الوطنية.
محفوظ منوّر ممثل (حركة الجهاد الإسلامي) حيّا الشهيد علوان وكلّ المقاومين واستعرض الأحداث المؤسفة التي مرّت بها مدينة نابلس والتي تشي بأنّ وراءها مخططاً «إسرائيلياً» لإشعال فتنة فلسطينية ـ فلسطينية مشيراً إلى ضرورة التنبّه إلى هذه المخططات وإفشالها وضمان أمن كلّ المقاومين وحريتهم وحمايتهم من ملاحقة العدو أو غيره لهم.
موسى صبري ممثل (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة) حيّا الشهيد علوان وشهداء المقاومة اللبنانية الفلسطينية مؤكداً على الاستمرار في خط النضال.
بعد ذلك تحدث فيصل درنيقة عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، عضو لجنة تنسيق الرحلة البحرية إلى الناقورة قبل عشرة أيام، فعرض تفاصيل تلك الرحلة التي أكدت على وحدة اللبنانيين من كافة المناطق، وبيّنت تمسكهم بثروتهم الوطنية. وكيف أنّ هذه المبادرة جاءت لتؤكّد أهمية التكامل بين المقاومة والوحدة الوطنية وضرورة السعي لتحقيق التكامل بينها.
بعد ذلك قرّر المجتمعون إصدار البيان التالي:
في الوقت الذي حيّا فيه المجتمعون ذكرى عملية «الويمبي» وكلّ العمليات البطولية المقاومة للاحتلال الصهيوني التي انطلقت من العاصمة لتشمل كلّ المناطق اللبنانية والمخيمات الفلسطينية، فإنهم أبدوا أسفهم للأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة نابلس ورأوا فيها جزءاً من فتنة يُخطط لها الأعداء الصهاينة وأدواتهم من أجل مواجهة انتفاضة شعبية عارمة تدّق أبواب المناطق المحتلة بمسلسل من العمليات البطولية التي باتت تمهّد لدحر الاحتلال عن الأرض الفلسطينية، تماماً كما كان الأمر في لبنان الذي نجحت المقاومة فيه في دحر الاحتلال عن معظم الأراضي اللبنانية.
ودعا المجتمعون كافة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية إلى التمسّك بالوحدة الوطنية وتجاوز كلّ الخلافات، والرهان على نهج المقاومة باعتباره اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو، خصوصاً أنّ الظروف الدولية والإقليمية باتت مؤاتية لانتصار فلسطين والأمة في معركتها ضدّ الاحتلال وداعميه.
المجتمعون أكدّوا على ضرورة النضال على كافة المستويات لمواجهة التدهور الخطير في الأوضاع المعيشية والحياتية للشعب اللبناني وللمقيمين على أرض لبنان معتبرين أنّ الأمن الاجتماعي في لبنان، كما في أيّ بلد من بلدان العالم العربي هو جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني والقومي لهذا البلد، كما للأمة كلها.
وجدّد المجتمعون إدانتهم للعدوان الصهيوني المتواصل ضدّ سورية والذي هو حلقة من حلقات التآمر على دمشق، والاحتلال الأميركي التركي لأراضيها في مشروع طويل الأمد لتفتيت سورية، كما كافة الأقطار العربية. كما جدّدوا إدانتهم للتواطؤ الدولي مع هذا العدوان وللصمت الرسمي العربي المتواطئ معه، داعياً لأن تكون القمّة العربية في الجزائر في أوائل تشرين الثاني المقبل، قمّة المراجعة للنظام الرسمي العربي والتراجع عن كلّ القرارات والسياسات التي أوصلت الوضع العربي إلى ما هو عليه من انقسام وتناحر وفوضى واحتراب.
وتوقف المجتمعون توقفوا أمام مبادرة المؤتمر العربي العام للدعوة إلى ملتقى رقمي بعنوان «وحدة الأمة في مقاومة الاحتلال والعدوان والتطبيع» يوم الخميس المقبل في 29/9/2022 الساعة الخامسة مساء بتوقيت القدس، معتبرين أنّ العناوين الثلاثة التي ينبغي مقاومتها هي عنوان واحد بأسماء ثلاثة.
كما توقفوا أمام اللقاء ـ التحية الذي دعا إليه المنتدى القومي العربي يوم الأربعاء في 28/9/2022 الساعة الخامسة مساء في مركز توفيق طبارة ـ الظريف في بيروت التكريم قادة ومفكرين ومقاومين وأدباء عروبيين من الأمناء على العهد الوطني والقومي والإنساني وذلك في الذكرى 52 لرحيل الرئيس جمال عبد الناصر، والذكرى الأربعين لانطلاق المقاومة في لبنان وتحرير بيروت، والذكرى 34 لانتفاضة الأقصى المبارك في فلسطين.
كما أكدوا على المشاركة في المهرجان القومي الكبير الذي ينظمه حزب الاتحاد في قاعة الأونيسكو يوم الأحد في 25/ 9/2022 بحضور الأمين العام للمؤتمر القومي العربي حمدين صباحي.
وبعد الإجتماع توجه المشاركون إلى شارع الحمراء حيث ترتفع اللوحة التذكارية في المكان الذي نفذ فيه الشهيد البطل خالد علوان عملية الويمبي البطولية، ونفذوا وقفة وجهوا خلالها التحية للشهيد البطل، وأكدوا التمسك بنهج المقاومة طريقاً وحيداً للتحرير.