نافذة ضوء
في صميم الحداثة المستقبلية
الأستاذ البحّاثة أنطوان بطرس المحترم
تحية المعرفة الحكيمة والعلم النافع
تسلّمت رسالتك بفرح كبير، وأشكرك جزيل الشكر مع الأمل بتوفر الفرصة والتعرّف إليك عن قرب، علماً بأن شخصيتك الكريمة قد أصبحت واضحة في ذهني وراسخة في فكري من خلال مؤلفك الرائع الذي حمل عنوان :
«أنطون سعاده من التأسيس إلى الشهادة» والذي تجلّت فيه الروح العلمية بأبهى معانيها، والفكر العقلي بأفصح رشاده، والأسلوب الراقي بأبلغ منهجيته، فكان مؤلفاً رائداً في المعلومة الصادقة، والفكرة السليمة، والتوثيق الأمين، والطرح الواقعيّ السلس البعيد عن كل ما اعتاده أكثر الذين تصدّوا للكتابة عن سعاده مدحاً أو هجاءً أو نقداً، مما جعل مؤلفك يدخل في صميم الحداثة المستقبلية، والعصرنة الراقية، والجديد الجيّد ليكون مرجعاً راقياً يعود إليه كل من أراد الكتابة عن سعاده، وكل من أراد أن يرافق العصرنة والحداثة والجديد والجدّة، ليس من أجل عصرنة أو حداثة أو جديد، بل من أجل إنسانٍ حديث واعٍ وفاهم.
إنسان عصري متعلّم وحكيم. إنسان جديد مبدع ومبتكر. إنسان طموح مخطط ومستقبلي.
وبكلمة شاملة من أجل إنسان – مجتمع متميّز، كل أفراده أو أعضائه منتجون فكراً وعلماً وفلسفةً وفنوناً وعطاءً وتضحيةً ومواقف. نساؤه كما رجاله مسؤولون عن البرّ بأمهم الحياة، لأنهم جميعهم أبناء الحياة، وجميعهم أخوة في عائلة الإخاء القوميّ ولا يريدون الحياة إلا جميلة وراقية وعزيزة ليكونوا بذلك القدوة والمثال لجميع المجتمعات في بناء إنسانية عادلة ومُحبَّة ورحيمة فيعلّمون الأمم بالقدوة كيف ينبغي أن تبني العالم بقيم الحق والخير والجمال.
لقد خاطب سعاده أبناء عقيدته بكلمة «رفقائه» المشتقة من الرفق والرفقة، وحين رحل عن رفقائه ترك في كل واحد منهم روحه ونفسه ليبقى امتداداً له في الوجود، وليكمل مسيرة نهضة الأمة بكل عزيمة، وسعاده في عليائه سيكون بأعلى درجات الرضى والفرح عندما يكون هناك من ينطلق من مبادئه بهذا العمق والأفق.
فرحُ سعاده ورضاه في هذا العمل والإنتاج والإبداع والجهاد من أجل العقيدة التي تتمركز في حزب نهضة أمته وسيادتها على نفسها ووطنها، وضمان تقدمها ورقيها وعزتها، فيكون النهوض والسيادة والتقدم والرقي والعزة نصيب كل فرد من بناتها وبنيها.
كما أن عقيدته تتّجه الى كل مجتمع لينهض بنفسه ويكون عنصراً فاعلاً في بناء عولمة حقيقية إنسانية قوامها المعرفة والحكمة والعلم والأخلاق والتقدّم والرقي فيكون التقدّم والرقي والحياة الإنسانية الحضارية نصيب كل مجتمع من المجتمعات.
سلمت يداك على مؤلفك الرائد، وكل الشكر على مجهودك المضني، ولك أطيب التحية، ودم سالماً لتتحفنا بمؤلفات تكون زاداً للمتعبين، وأملاً للمحبطين ونوراً للتائهين.
لك تقديري ومحبتي وتحيتي القومية الاجتماعية.
يوسف المسمار
نص رسالة إلى البحّاثة الراحل انطوان بطرس مؤرخة في 26 / 03/ 2012.