منفذيّتا البقاع الغربي ومرجعيون في «القوميّ» كرّمتا الطلبة الناجحين في امتحانات الشهادات الرسميّة أنطون سلوان: حاربوا غزو العدو الثقافيّ ولا تفسحوا له المجال للوصول الى غايته
كرّمت منفذيّتا البقاع الغربي ومرجعيون في الحزب السوري القومي الاجتماعي الطلبة الناجحين في امتحانات الشهادات الرسمية، وذلك في مطعم السبعة عيون – عين زبدة، بحضور منفذ عام البقاع الغربي وسام غزالي ومنفذ عام مرجعيون سامر نقفور وهيئتي المنفذيتين وعدد من مسؤولي الوحدات وجمع من القوميين الاجتماعيين.
وألقى ناظر الإذاعة في منفذية البقاع الغربي أنطون سلوان كلمة. مما جاء فيها:
إن مصلحة المجتمع في فكر وعقيدة الحزب السوري القومي الاجتماعي هي فوق كل مصلحة. ومصلحة المجتمع تتحقق عندما يكون المجتمع موحداً، ولديه ما يكفي من عناصر القوة المادية، عسكرية كانت أو اقتصادية، متكاملة مع قوة نفسية وروحية قادرة على استغلال كل إمكانيات المجتمع من أجل تحقيق مصلحته العليا.
وإن بناء الانسان المجتمعي، الانسان المثقف، الانسان المتعلم، الانسان المدرك والعارف، هو حاجة أساسية لتحقيق مصلحة المجتمع. فالعلم بحر عميق لا قرار له، لا بد لنا أن نسبر غوره وأن نسعى دائماً تسخيره من أجل تحقيق غايتنا السامية، الا وهي الوصول إلى حياة أجمل وأسمى، إلى حياة تبرز لنا الجمال والقوة لتكوين الأمة العظيمة التي تبني مجداً، لأن العلم بلا غاية شبيه بالجهل ـ وغاية العلم هي جعل الحياة جميلة مجيدة عزيزة وكريمة.
لذلك فإن سعاده وضع على كاهل المدرس القومي الاجتماعي مسؤولية كبيرة واصفا إياه بأول جندي في معركة العقيدة القومية الاجتماعية، جندي خط الهجوم الأول الذي عليه أن يدخل صلب المعركة ويحارب لإنقاذ نفوس الأحداث من العقائد الغريبة أو المتأخرة. وأن يعمل على بناء الإنسان المجتمعي المثالي.
وراهن سعاده على الطلبة لأنه اعتبرهم عنصراً «مؤهلاً لحل قضايا جديدة لنفوس جديدة، عنصراً قادراً على توليد قوَّة فاعلة حرة، قوَّة واحدة بعقلها الحر المنظَّم وإرادتها الحرة التي تريد الحياة الجديدة من غير أن تعطّل إرادتها قيود وقضايا الحياة التي ماتت».
لأنّ الطالب القومي الاجتماعي يطلب العلم والمعرفة الصحيحين. يطلب اليقين، يطلب البناء النفسي الصحيح الذي يمكّنه من أن يكون كائناً محترماً، من أن يكون قوَّة تفعل وتقرر بذاتها ما تريد، ما تقصد، ما ترى أنه جميل وحسن في الحياة.
وتابع سلوان متوجهاً إلى الطلبة: إن الرهان عليكم في هذا الزمن العصيب بأن تكونوا قوة فاعلة في مدارسكم وجامعاتكم ومتحداتكم وبين أترابكم.
اطلبوا العلم والمعرفة بشغف ودون قناعة، «فكل إناء يضيق بما جعل فيه الا وعاء العلم فإنه يتسع». ولا تحتفظوا بعلمكم ومعرفتكم لأنفسكم بل شاركوها مع أبناء مجتمعكم لأن احتكاركم المعرفة يُضعفها ويُضعفكم ويُضعف مجتمعكم، أما مشاركتها فهي تزيد من قوتها ومن قوتكم ومن قوة مجتمعكم.
احذروا الافكار الغريبة التي لا تعبر عن ثقافتنا ومثلنا العليا، فالعدو الذي عجز مراراً عن إخضاع مجتمعنا بقوة السلاح سيحاول دوماً اخضاعنا بغزو ثقافي جديد مستغلاً وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار التكنولوجيا ليعوّض هزائمه وانكساراته، حاربوا غزو العدو الثقافي ولا تفسحوا له المجال للوصول الى غايته وتحقيق أي انتصار.
كونوا دائماً مواظبين على العمل لوحدة المجتمع ونبذ الفتن. فالمجتمع المقسّم ضعيف عاجز عن المواجهة ووحدة المجتمع أساسية لتحقيق أي انتصار على التحديات الخارجية، كونوا مثلاً عليا في التضحية من أجل وطنكم ومجتمعكم وفي العمل للخدمة العامة والمصلحة العامة وإياكم والنزعة الفردية فهي مدمّرة لكم ولمجتمعكم.
تعاملوا مع كل من حولكم في متحداتكم بمحبة وأخلاق عالية، فهم أبناء شعبنا الذين نريد أن ننتصر بهم لا أن ننتصر عليهم واجعلوا الحوار العقلاني وسيلة أساسية لمعالجة أي اختلاف بالرأي بينكم وبينهم دون أن تسمحوا لأي كان بالتطاول على كرامتكم. فكرامة الإنسان مقدسة لا يجوز أبداً المساومة عليها أو التفريط بها.
أخضعوا كل قرارتكم وأعمالكم لميزان القيم والأخلاق التي تؤمنون بها، ولا تفعلوا ما يتناقض معها حتى لو شعرتم بأنكم غرباء عمن حولكم، وبأنكم قد تخسرون مالاً أو نفوذاً نتيجة ممارساتكم الأخلاقية.
مبارك وصولكم الى هذه القمة المعرفية، حيث تنتظركم قمم أخرى، أكثر علواً، وأكثر صعوبة للارتقاء، ولكنكم حتماً جديرون بالوصول اليها لأنكم أبناء الحياة وأبناء الحياة لا يمكن لأي عوائق أن تمنعهم من الوصول الى غايتهم.
وبعد توزيع الدروع التكريميّة للناجحين اختتم الحفل بقطع قالب حلوى وكوكتيل.