أخيرة
دردشة صباحية
الكورة وبحرها الأخضر
} يكتبها الياس عشي
السنوات الأخيرة من حكايتي مع التعليم، كانت في مدرسة «الإنترناشيونال سكول» القابعة في أحضان الكورة، تعانق بيد أشجار الزيتون الحارسةِ لها، وبيدٍ أخرى تستقبل رائحة البحر ونكهة الليمون الوافدتين إليها في ثياب وحقائب تلاميذ طرابلس.
شعرت منذ اليوم الأول أنّ المدرسة الفكرية التي نشأت في رحابها، وأقسمت يمين الانتماء إليها، ماثلة أمامي، وأنني قادر على إيصال ما آمنت به بحريّة أكثر.
وكثيراً ما كنت أقف على شرفة من شرفاتها، أتأمّل بصمتٍ البحرَ الزيتونيّ الأخضر، وشقائق النعمان تطلّ برؤوسها الحمر، وتعلن أسماء الشهداء الذين تختزنها ذاكرتها.
الكورة كانت، بالنسبة لي، امتداداً لطفولتي في اللاذقية وروائح الريف المحيطة بها. إحساس عارم بالعودة إلى الطبيعة، وإلى براءة الأرض، ورائحة التراب في الشتوة الأولى…