دبوس

حرمة الدم

أبو ردينة دعى نيابة عن دعبس الى حرمة الدم الفلسطيني، نسيَ ان يبلّغنا عما آلت اليه قضية اغتيال نزار بنات، خاصةً بعد الإفراج عن الإرهابيين الـ 14 مؤخراً، والذين قاموا بتنفيذ أوامر دعبس ومجموعة القتلة التي تأتمر بأمره…

أما سيده دعبس فلقد طلع علينا في الأمم المتحدة وهو يعاتب كيان الإحلال لأنه قطع وشائج الودّ والتواصل مع السلطة، وتركها حتى بدون كلمة مؤاساة أو تطييب خاطر، لقد ترحّم دعبس على أيام المفاوضات والتلاقي وتبادل كلمات الودّ والتراحم، 25 عاماً أو ينوف، كانت الوفود تتلاقى وتتبادل وجهات النظر ع الفاضي وبلا طائل، لقد تمكّن المرحوم صائب عريقات أن يتفاوض لربع قرن بلا كلل ولا ملل، وبدون أن يتحقق أيّ شيء، اللهم إلا زيادة المستوطنات بطريقة جعلت من قيام دولة فلسطينية الى جانب دولة الإحلال أمراً غير قابل للتحقيق، وأصبح على المواطن الفلسطيني إنْ أراد السفر من طولكرم الى نابلس على سبيل المثال أن يقضي ثلاث ساعات لتحقيق ذلك، بينما كانت تقتضي ثلث ساعة قبل ذلك، بعدما نجحت دولة الإحلال في وضع كلّ أنواع الحواجز والطرق الإلتفافية على طريقة “وين ذانك يا جحا”، أو “دوخيني يا لمونة”…

ليس هذا فحسب، بل لقد تمكن الإحلال خلال ماراثون المفاوضات العظيم أن يزيد عدد المستوطنين من 70 ألف مستوطن إلى ما يقرب من المليون، لذلك فلقد تمسّك دعبس في خطابه الأعجوبة بأن يتدخّل المتدخّلون، ويتواسط أصحاب الوساطة للجمع بين الطرفين الى مائدة المفاوضات، فينخلق تبعاً الأفق السياسي الذي طالما نادى به رأس السياسة الخارجية في سلطة أوسلو رياض المالكي، فلطالما دعا المالكي خلال جولاته وصولاته في دهاليز المجتمع الدولي الى إحياء الأفق السياسي من خلال بعث المفاوضات مرة اخرى.

قديماً قيل “اللي استحوا ماتوا”، ولذلك فإنك حينما تستعرض دعبس وشلة الأونطة حواليه تجدهم يتدفقون حياة وينضحون نعيماً وسعة في العيش، وأكبر دليل على ذلك لغلوغة دعبس التي كادت من شدة اكتنازها ان تمنعه من الكلام.

سميح التايه