وقفة وفاء في مخيم برج البراجنة لشهداء قارب الموت سماح مهدي: قضوا في غير مكانهم ولا بدّ من محاسبة المجرمين
أقامت فصائل الثورة الفلسطينية عند مدخل مخيم برج البراجنة، وقفة وفاء لشهداء الحياة الكريمة الذين قضوا على قارب الموت الخشبي، شارك فيها وفد من الحزب السوري القومي الإجتماعي ضمّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي وناموس عمدة التنمية الإدارية رامي شحرور، وممثلون عن فصائل الثورة الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية واللجان الشعبية والقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة والروابط الإجتماعية وفرق الدفاع المدني الفلسطيني والهلال الأحمر والمؤسسات والفعاليات وعائلات الشهداء وحشد غفير من أهالي المخيم.
افتتح الوقفة عضو قيادة الشعبة الجنوبية لحركة فتح نظيم ديراوي بقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء.
وألقى كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي قال فيها: نجتمع اليوم في لحظة أليمة تعتصر فيها قلوبنا دماً على أعزاء لنا قضوا في غير مكانهم. أضاف: مجموعة من شعبنا في فلسطين ولبنان والشام أقفلت في وجوههم كلّ سبل الحياة الكريمة، فاستغلت هذا الوضع شرذمة من تجار الدم والأزمات، ضاربين على الوتر الحساس في محاولة منهم لإقناع أبناء شعبنا بالرحيل باتجاه دول أوروبية.
وأردف مهدي قائلاً: إنّ المسؤولية عن هذه الفاجعة، هي بالدرجة الأولى، على كيان عصابات الاحتلال وكلّ الحكومات التي تعاونه وتسانده وتدعمه وتغطي على كلّ جرائمه. فأولئك الذين يقتلون أهلنا في فلسطين ولبنان والشام، ويحاصرونهم ليضغطوا عليهم ويجبروهم على الهجرة من أرض الوطن.
والمسؤولية بالدرجة الثانية تقع على هؤلاء المجرمين الذين يحاولون الاستفادة من هذه الظروف الاستثنائية ليقنعوا أبناء شعبنا بأنّ جنات عدن بانتظارهم في الدول الأجنبية حيث تتجلى هناك حقوق الإنسان كما يزعمون.
لقد حاول أعداء هذه الأمة أن يقضوا على شعبنا بالمجازر والحروب المستمرة، والآن يحاولون القضاء عليهم عبر قوارب الموت ليحوّلوهم إلى مجرد طعام للأسماك.
لقد حاول أعداء هذه الأمة أن يقضوا على شعبنا بالمجازر والحروب المستمرة، والآن يحاولون القضاء عليهم عبر قوارب الموت ليحولوهم إلى مجرد طعام للأسماك.
نقول للقتلة، إنْ تمكنتم من إقناع بضع عشرات من أبناء شعبنا، بسبب هذه الظروف العصيبة، بأن يذهبوا في رحلات كهذه، فلن تتمكنوا من إقناع السواد الأعظم من شعبنا الذي سيبقى متمسكاً بهذه الأرض ومقاومته وبحقه في العودة إلى أرضنا الفلسطينية من رأس الناقورة شمالاً حتى أم الرشراش جنوباً.
ولا يفوتنا في هذا الموقف أن نشكر فرق الصليب الأحمر اللبناني والهلال الأحمر السوري والدفاع المدني والغطاسين وكلّ الأجهزة الإدارية والاستشفائية والطبية السورية في محافظة طرطوس، الذين بذلوا كلّ جهد ممكن في سبيل إنقاذ جثامين الشهداء وإنقاذ من تمكنوا من الأحياء وإعادتهم إلى أحضان أمهاتهم، ليرووا لنا عن تلك اللحظات الأليمة التي مرّوا بها. ولتكون هذه التجربة المريرة درساً إضافياً لأبناء شعبنا كي لا يصدّقوا مجموعة من المتاجرين بالأرواح، ويزداد تمسكنا بحقنا في المقاومة والنضال والعودة.
وأيضاً، نصرّ على القوى الأمنية والسلطة القضائية لكي تضربا بيد من فولاذ هؤلاء المجرمين الذين يريدون أن يحوّلوا أبناء شعبنا إلى مجرد أرقام في قائمة ضحايا. يجب أن ينال هؤلاء القتلة العقاب العادل والرادع الذي يمنع سواهم، ممن هم في مرتبتهم الدنيا، من أن يتابعوا في ارتكاب جرائمهم.
كلّ التعازي وأصدقها من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى أهلنا في فلسطين ولبنان والشام على خسارة ثلة من الكهول والأطفال والنساء والشباب، على أمل أن نلتقي في مناسبات أخرى تكون فيها الأوضاع أفضل، ونكون حينها محتفلين بانتصار جديد لفلسطين كلها.
وألقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية عضو قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان أحمد سخنيني الذي وجه التحية للشهيد خالد علوان بطل عملية الويمبي في الذكرى الأربعين لعمليته البطولية، كما حيّا كافة الشهداء أينما حلوا وارتحلوا.
وأمام كارثة مركب الموت الخشبي، حيا سخنيني شهداء العيش الكريم فلسطينيين ولبنانيين وسوريين، وطالب كافة الجهات المعنية بملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة، ومنح كافة التسهيلات لإجراء الفحوصات اللازمة واستلام الجثامين مع التثمين للجهود المبذولة في هذا السياق.
وحمّل سخنيني المسؤولية للمجتمع الدولي العاجز عن تطبيق قراراته المنصفة للحقوق الفلسطينية وفي مقدّمتها القرار الأممي رقم 194 والحرب الأميركية الصهيونية على شعوب المنطقة ومن يدعمهم من المطبعين العرب ولإدارة الأونروا التي تدير الظهر للمطلب الشعبي بخطة طوارئ اقتصادية وصحية شاملة ومستدامة لجميع اللاجئين، متذرّعة بالعجز المالي أمام أوضاع معيشية كارثية أصبحت فيها المخيمات والتجمعات الفلسطينية مناطق منكوبة بحاجة لما هو أكثر من خطة طوارئ تداركاً لانفجار اجتماعي وشيك.
وطالب الدولة اللبنانية برفع واقع الحرمان التراكمي الممتدّ على مدار عشرات السنوات والإفراج عن الحقوق الانسانية والاجتماعية وفي مقدمتها الحق بالعمل والتملك.
كما طالب منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا الفلسطيني بالعمل على خطة إنقاذ وطنية تتكامل فيها الأدوار بين مختلف المرجعيات وأن تزيد من تقديماتها تجاه شعبنا الذي بات يفتقد كلّ مقومات العيش الكريم.
وختم سخنيني كلمته بتوجيه التعازي لأهالي الشهداء والتحية للأسرى الأبطال في السجون والمعتقلات الصهيونية مؤكداً على مواصلة النضال حتى العودة وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة بعاصمتها القدس.
وألقى كلمة تحالف القوى الفلسطينية أبو عبدالله فارس عضو قيادة إقليم لبنان في حركة فتح الانتفاضة.
وقال: بمزيد من الأسى والحزن والألم نتقدّم من ذوي ضحايا وشهداء مركب الموت الذين قضوا غرقاً في رحلة الموت والبحث عن العيش الكريم.
أضاف: كان حلمهم ان يصلوا الى بلاد يلقون فيها الأمن والأمان، لكن شاء القدر ان يكون البحر والموت في انتظارهم.
وتابع: العيش في ظلّ الحرمان وفقدان الأمن والأمان من الدوافع التي تجعل الإنسان يبحث عن البدائل من أجل حياة حرة وكريمة أسوة بباقى العالم.
والحصار الجائر من المجتمع الدولي، والظروف الاقتصادية الصعبة وحرمان الفلسطيني من حقه بالعمل وفقدانه أبسط مقومات الحياة، هي من دفع هؤلاء وغيرهم للبحث عن حياة حرة وكريمة.
اننا نحمل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني وخاصة في مخيمات اللجوء في لبنان.
كما نؤكد انّ غياب الأونروا وعدم وضعها برامج إغاثية واقتصادية وصحية ساهم هذا الغياب في خلق حالة فقر وعوز وعدم الأمان والخوف من المستقبل المجهول.
اننا نطالب الاونروا والمجتمع الدولي، ونطالب المرجعيات الفلسطينية بتحمّل مسؤولياتها في رفع هذه المعاناة والعمل من أجل وقف هذا الذي يحصل لأبناء شعبنا، حتى يتمكن هذا الشعب من العيش بكرامة وأمن، والذي يتمسّك بحق العودة الى وطنه فلسطين.
ودعا أبو عبدالله فارس إلى وضع خطط إنقاذية تساعد أهلنا وشعبنا في الصمود ومتابعة حياته الطبيعية بعيداً عن المتاعب واللجوء إلى قوارب الموت والمجهول، من هنا فالجميع مسؤول ودون استثناء لمعالجة كل هذه المشاكل وإيجاد الحلول التي من شأنها أن تساهم في صمود شعبنا الى حين العودة الى وطننا فلسطين.