اليوم الأربعاء 28 أيلول 2022، يكون قد مرّ على احتلال مكاتب صحيفة «البناء» ثلاثة عشر يوماً، وخلال هذه الفترة لم يُتخذ أيّ إجراء لإخلاء هذه المكاتب من العصابة المسلحة، علماً أنّ قراراً قضائياً بالإخلاء قد صدر منذ اثني عشر يوماً.
وعدا عن كون احتلال مكاتب «البناء» تحت جنح الظلام من قبل عناصر مسلحة يشكل اعتداءً على حرية الصحافة ومسّاً بحصانة المؤسسات الإعلامية، فإنّ المماطلة بتنفيذ القرار القضائي توجب طرح تساؤلات مشروعة عن الأسباب التي تؤخر الإجراءات بهذا الخصوص.
وعليه، فإنّ صحيفة «البناء» تجدّد مطالبتها القوى الأمنية القيام بواجبها لجهة تنفيذ القرار القضائي تعزيزاً لحصانة المؤسسات الإعلامية، وعدم الاستهانة باستمرار احتلال مكاتب وسيلة إعلامية لطالما تميّزت برصانتها وحصافتها وشكلت أنموذجاً في التزام أصول المهنة واحترام القانون.
انّ صحيفة «البناء» التي تضامَن معها حشد من الرسميين والشخصيات ومسؤولي الأحزاب والقوى الفصائل ونقابتي الصحافة والمحررين ونقابة المرئي والمسموع والإعلاميين وأهل الرأي، خاضت تحدّي استمرار الصدور من خارج مكاتبها وأثبتت أنّ أحداً لا يستطيع إسكات صوت الحقّ والخير والجمال، وبأنها مستمرة منبراً نهضوياً مقاوماً ومساحة لحرية الرأي والتعبير، حاملة هموم الشعب ومعاناته. وهذا عهد «البناء» لكلّ قرائها وأصدقائها ولكلّ أبناء شعبنا والشعوب العربية.
رسالة «البناء» للقوى الأمنية أن طبّقوا القانون، كي لا تسود شريعة الغاب، وحرصاً على ما تبقى من مؤسّسات ضامنة لهيبة الدولة ومُطبقة لسلطة القانون.
«البناء» لن تتوقف عن رفع الصوت والمطالبة بتحرير مكاتبها، فهذا مطلب حق، وتحقيقه هو المعيار الأساس لدولة القانون والمؤسسات والحريات..
