دبوس
الحثالة…
هي طبقة من الناس موجودة في كلّ مجتمعاتنا وبين ظهرانينا، تدبّ على الأرض كما ندبّ، وتشبهنا فيزيائياً باللون الداكن والشعر الفاحم الأجعد، وتتكلم لغتنا، بل وتنتمي بالقربى لنا، ولكن لديها مشكلة في البعد الموضوعي لتواجدها الكلّي، لأنها تنتمي أكثر، وتميل الى حيث الدولار، فتجدها تلغي كلّ انتماءاتها القومية والدينية والمجتمعية والمزاجية، وتتموضع في منطقة النقيض حينما ترى الدولار، يلتغى ذاتها الموضوعي، ويحلّ محلّه ذات آخر هو بمثابة النقيض الكلي للمحيط الذي ينتمي إليه، حثالة الناس في التعريف القاموسي للكلمة، هم شرار الناس وأرذلهم، وهم النفاية في مكان آخر…
هؤلاء الحثالة تجدهم في كلّ مكان، في لبنان، على سبيل المثال، هم جالسون على عجائزهم، ينتظرون تعليمات الخارج مع حزمة الدولار التي يتشوّقون إليها بلهفة وبفارغ صبر، صدر أمر العمليات إليهم وهو أنّ المرحلة تقتضي ان ينهار البلد، عسى ولعلّ ان يصيب حزب الله طراطيش من هذا الانهيار، فطفقوا ينفذون، بلا عقل وبلا ناموس.
في إيران، تلقت مجاميع الحثالات الأمر بأننا سنستغلّ موت مهسا أميني لنربك النظام ونجعله يبدو نظاماً وحشياً فاشياً ظالماً، ونتمنى ان تتدحرج الأمور الى كابوس قد يسقط هذا النظام.
في العراق تجدهم في المرصاد لكلّ ما يمكن ان يدخل البلد في منطقة الخلاص والإنبعاث، فيفشلون كلّ مشاريع النهوض، ويعرقلون أي توجّه نحو استغلال قدرات وثروات هذا البلد اللامتناهية.
في ليبيا، تجد كلّ مجموعة منهم لها سيّدها من الخارج، ولذلك فالبلد في حالة قتال لا تنتهي، الكلّ يقاتل الكلّ، والشيء الوحيد الذي يسير بسلاسة وبدون معوّقات، هو نهب النفط الليبي وشحنه شمالاً…!
وهكذا في كلّ بلد عربي، ولكن الأمر مستفحل في بعض الأقطار بطريقة أكثر بلاءً وأكثر كارثيةً، وهو حينما تكون هذه الطبقة ـ الحثالة ـ هي من يمسك بتلابيب الحكم ويفعل وينهب ويقتل كيف يشاء، هنا الطامة الكبرى.
سميح التايه