الأبطال على شاشة «الميادين» الرواية الحقيقيّة لعمليّة «نفق الحريّة» من سجن جلبوع
بدأت الميادين عرض الحلقات الوثائقيّة التي أنجزتها في الذكرى السنوية الأولى لعملية «نفق الحرية» والتي نفّذها الأسرى الستة من سجن جلبوع، وقد حملت الحلقات عنوان «الأبطال» وتعرض الرواية الحقيقيّة لتحرر الأسرى الستة عن طريق حفر نفق في سجن جلبوع الذي يعرّفه الاحتلال بأنّه السجن «المحصّن الذي لا يُخرَق»، وتتحدث أيضاً عن الأسرى الخمسة الذين ساعدوهم في عمليّة التحرر تلك، وذلك بناءً على روايتهم الحقيقية التي كشفوا خلالها للميادين حصراً تفاصيل تلك العملية، وما لم يُروَ عنها، وكذلك ماذا جرى بعدها.
وسيتعرّف المشاهدون إلى الأبطال الأسرى الـ11، الذين أطلقت عليهم الميادين اسم “11 قمراً”، وكذلك إلى سجن جلبوع وتحصيناته، متناولةً المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي ظهرت هشة جراء العملية، وستتحدث أيضاً عن تفاصيل عملية التحرر وكيف خرج الأسرى، وإلى أين ذهبوا، وكيف تمّت إعادة توقيفهم. كما ستتطرّق إلى الحديث عن أهميّة جنين؛ المدينة التي جاء منها الأسرى الستة.
السلسلة الوثائقيّة مؤلفة من 6 حلقات، تم تصوير الجزء الخارجي منها في معتقل الخيام جنوب لبنان، وقدّمها رئيس مجلس إدارة شبكة “الميادين” الإعلامية غسان بن جدّو. وستُعرض على مدى أسبوع، وقد عرضت اول حلقة أمس الخميس، حيث أطلقت عليه الميادين اسم “أسبوع الأبطال”. وإلى جانب عرضها القصة، ستستضيف الحلقات بعضاً من أهالي الأسرى، كما ستطلّ من خلالها شخصيات فلسطينية وعربية وعالمية.
هدف هذا العمل وأهميته، بحسب غسان بن جدو، “هو منح هؤلاء الأبطال حقهم علينا برواية هذه القصة التي تحمل كل معاني الإصرار والتصميم والإرادة والعمق الفدائي والكفاحي المقاوم”، وأيضاً “عرض الرواية كاملةً، وتجسيد الواقع كما هو، من دون أيّ اجتهاد فيها، من أجل نقل معلومات حقيقية ودقيقة، وأردنا أن نجعل هذا العمل قصةً عالميّة، بدلاً من رواية العملية كقصة عادية، فتحدثنا إلى بعض الأهالي، وكذلك مع شخصيّات مهمة ذات وزن في العالم العربي وعالم الجنوب”.
ولفت بن جدو إلى أنّ “اختيار المعتقل للتصوير جرى عن عمد، لأنّه كان أيضاً سجناً”، لكن المفارقة التي سيتمّ الحديث عنها في الحلقات هي أنّ “عملية نفق الحرية جرت في 6 أيلول من العام 2021، وفي اليوم نفسه من العام 1992، كانت هناك أيضاً عملية هروب لأبطال في لبنان من معتقل الخيام”.
كما أوضح بن جدو “أن الأبطال اتصلوا بالميادين، وبادروا إلى مشاركة قصتهم الحقيقية عبر شاشتنا”.
ولفت بن جدّو إلى أنّ “الرواية الحقيقية والكاملة رواها محمود العارضة، فهو كان المخطط والمهندس والمشرف على العملية، وهو الذي يعرف تفاصيلها منذ لحظاتها الأولى”.
وشدّد على أنّ “رسالة هذا العمل إلى كل العالم العربي والأحرار في العالم أنّ هناك قضية فلسطينية مظلومة يجب أن نتحدث عنها دائماً، وأنّ هناك حركة أسيرة منسية ومهمشة ومظلومة، ومن واجب العالم أيضاً أن يتحدث عنها”، موضحاً أنّ “الحركة الأسيرة هي حركة مناضلة ومقاومة وتستحق الاهتمام الدائم”.
وانطلاقاً من كلامه هذا، تمنّى بن جدّو على الجهات المعنية في محور المقاومة أن تتبنّى هذه الرواية الدسمة والغنية والفريدة التي ستكشفها الميادين، وتحوّلها إلى أعمال درامية وسينمائية وأدبية مختلفة، ليس الرواية بحدّ ذاتها فحسب، بل رواية كل بطل فيها أيضاً.
من جهتها، اعتبرت المخرجة الفنية للعمل هالة بو صعب أنّ “أهمية هذا العمل تكمن في رواية قصة الأبطال، التي تشبه المعجزة في تاريخنا الحديث”.
وشدّدت على أنّ “هذا العمل هو وثيقة للتاريخ”، متمنيةً من أي جهة معنية “توثيق بطولات هؤلاء الأسرى، وأن يكون هذا العمل مرجعاً للمشاهدين ولأي حر في العالم يؤمن بقضية فلسطين المحقة”.
بدأت الميادين يوم أمس الخميس (الساعة 21:00 بتوقيت القدس المحتلة) بعرض السلسلة الوثائقية، وتستمر لأسبوع كامل.