«14 آذار» تفشل في إيصال مرشّحها إلى سدّة الرئاسة والورقة البيضاء تُعلّق الانتخاب لحين التوافق
كما كان متوقعاً، لم تفلح الجلسة النيابية العامّة في دورتها الأولى في انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس ميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 تشرين الأول المُقبل. وفيما لم تنجح “قوى 14 آذار” في إيصال مرشّحها النائب ميشال معوّض إلى سدّة الرئاسة، لم يتسنَّ أيضاً إجراء الدورة الثانية للانتخاب بسبب فقدان النصاب، فرفع رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي الجلسة إلى حين التوافق.
وكان الجلسة انعقدت قبل ظهر أمس في ساحة النجمة، برئاسة برّي وحضور 122 نائباً وغياب نائبين هما سليم الصايغ وستريدا جعجع واعتذار 4 نواب هم فؤاد مخزومي، نعمت إفرام، إبرهيم منيمنة ونجاة صليبا. وبعد تلاوة المواد الدستورية 49،73 و75، وُزّعت الأوراق والمغلّفات على النواب. وانطلقت عملية التصويت عبر مناداة النواب إلى الصندوق لإسقاط ورقتهم فيه. وإثر انتهاء عملية فرز الأصوات أعلن برّي النتيجة كالآتي: ورقة بيضاء: 63، أسماء أخرى: 12 (حملت إسم لبنان 10 أوراق، مهسا أميني صوت واحد، نهج رشيد كرامي صوت واحد)، ميشال معوض: 36، سليم إده: 11.
وبعد إعلان النتيجة، شرع نواب بالخروج من القاعة ما أدّى إلى فقدان النصاب فرفع الرئيس برّي الجلسة. وقال رداً على سؤال عن موعد الجلسة المقبلة “إذا لم يكن هناك توافق وإذا لم نكن 128 صوتاً لن نتمكن من إنقاذ المجلس النيابي ولا لبنان. وعندما أرى أن هناك توافقاً سوف أدعو فوراً إلى جلسة وإذا لا فلكل حادث حديث”.
وكان نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب سأل في بداية الجلسة عن طائفة رئيس الجمهورية وإن كانت هناك أيّ مادة دستورية تُحتّم اختياره من ضمن الطائفة المارونية، فأجابه الرئيس برّي “هذا عرف… كأنك طامع فيها”.
وفي سياق آخر، قال الرئيس برّي للنائب سليم عون حول احتساب إسم معوض باللغتين “متل ما قلت وقت انتخاب رئيس المجلس نبيه برّي بس”.
وعن غياب رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي عن الجلسة، قال برّي “أنا قلتلو مش ضروري تشرّف”. ولاحقاً، أعلن النائب كريم كبارة أنه اقترع في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لـ”نهج رشيد كرامي”.
وبعد الجلسة، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن أن “من الواضح أن لا تفاهم بين الكتل على إيصال مرشح إلى الدورة الثانية”، معتبراً أن “63 ورقة بيضاء تعني أن لا توافق على استكمال الجلسة”.
ولفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل إلى أن “جلسة اليوم هي دعوة لكلّ القوى لأن تتكلّم مع بعضها بعضاً ويجب ألّا نُضيّعها وأن نقدّر تداعيات الفراغ الرئاسي” وقال “لن نقف عند توزيع الأصوات لأن النتيجة كانت معروفة أنه لن يُنتخب أي رئيس اليوم”، مشيراً إلى أنه “بغياب التوافق لا يُمكن انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة”.
وتابع “إننا امام جلسات جديدة، والمجلس النيابي لن يفقد دوره في عمله التشريعي ولا حقّه بإعطاء الثقة لأيّ حكومة جديدة، ولدينا جلسات عدّة قادمة، وأعتقد في 18 تشرين الأول لدينا جلسة لانتخاب لجان”.
وقال النائب معوّض “لا أحد كان يتوقع أن هذه الجلسة قادرة على إنتاج رئيس للجمهورية”، معتبراً أنها كانت خطوة أساسيّة في مسار إعادة لمّ شمل المعارضة”.
بدوره، قال عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عدوان، إن “المعارضة قدّمت مرشّحاً نتج عن تشاور بينها والشخص الذي أخذ أكبر عدد من الأصوات هو ميشال معوض، ونحن صوّتنا له”.