أعراب
ما هي الكيمياء التي تتحكّم في مناطق التفكير والأحكام والانفعال والغضب والخطوط الحمراء في عقول أولئك الذين يستحوذون عنوةً على مرابط صنع القرار في دول التطبيع والإلتحاق، حينما يُقتحم الأقصى يومياً ويُدنَّس من قبل مجاميع من الإرهابيين القادمين من أرجاء المعمورة، وتحت ادّعاء مريض يُسمّى “أرض الميعاد”، والذي لو كرّس على صعيد هذه الإنسانية التعيسة لصار بمستطاع أيّ كان أن يدّعي وبتفويض إلهي ملكيته لأيّ شيء في هذا العالم، ومن ثم إبادة أصحابه الأصليين من خلال هذه الدعوى البلطجيه…
كيف يفكر هؤلاء التطبيعيون الفاقدون لأدنى مقوّمات الإنتماء؟ لا أجد لهم مثيلاً إلا من شهد بأمّ عينيه وإزاءه امرأته تغتصب فلم يحرك ساكناً وأدار ظهره للمشهد، أمّا من يشرع في استقبال المغتصب القاتل في داره ويهرع إلى تنظيم حفلات الرقص ومهرجانات الصداقة والتعاون الاستراتيجي والأمني وخطابات التحاب، بينما يُدنّس هذا “المحبوب الجديد” المقدسات ويسرق الأرض ويقتل الناس، فإنّ المعنى الوحيد لذلك هو الانتفاء الكلي والمطلق لأيّ انتماء لهؤلاء لا في بعده القومي ولا في بعده الديني…!
لا يقدّم على هذا التنصّل والانخلاع من المحيط الذي من المفترض أنهم جزء منه بدافع من الجغرافيا والتاريخ إلا الأعراب، الذين هم أشدّ كفراً ونفاقاً، في اللغة العربية من لوازم ذكر المفضل أن يتبعه بالحتم المفضّل عليه، إلا في آية الأعراب، فهم أشدّ كفراً ونفاقاً وكفى، لم يؤت على ذكر من هو الذي هم أشدّ منه في الكفر والنفاق، ولا أجد تفسيراً لذلك إلا أنهم الأسوأ على ظهر هذه البسيطة على وجه الإطلاق، وبالتالي فلا وجوب استتباع المفضّل عليه، ونحن نشهد هذا الآن بأمّ أعيننا…
سميح التايه