حميّة دعا المنظّمة الدوليّة للطيران لإدانتها والتصدّي لمخاطرها: انتهاكات «إسرائيل» للأجواء اللبنانيّة تُهدّد سلامة الحركة الجوّية

أكد وزير الأشغال العامّة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة أن الانتهاكات التي يمارسها العدو الإسرائيلي للأجواء اللبنانية تُعدُّ انتهاكاً صارخاً لمعاهدة شيكاغو للعام 1944، والتي تكفل السيادة الحصريّة والكاملة للدول على مجالها الجوّي.

وطالب حميّة في الاجتماع الـ41 للمنظّمة الدوليّة للطيران المدني ICAO في مونتريال – كندا، الدول الأعضاء بـ”تحمّل مسؤولياتها للتصدّي للمخاطر الناجمة عن هذه الانتهاكات على الطيران المدني وعلى الأجواء اللبنانية”، مشدّداً على “ضرورة تحميل العدو الإسرائيلي مسؤوليّة اعتداءاته واتخاذ الإجراءات الرادعة تجاهه وصدور الإدانة الصريحة له من قبل المنظمة”.

وشدّد حميّة في مستهلّ كلمته “على التزام لبنان الدائم جميع معايير ومقاييس السلامة والإجراءات الأمنيّة في مطاره وضمن حدود أجوائه والعمل على تنفيذ التوصيات الصادرة عن المنظّمة، بما يتوافق مع قوانين الطيران المدني اللبنانيّة المُعتمدة وتحت سقف سيادته على كامل أراضيه وضمن حدود قدرته وإمكاناته”.

وأكد “استمرار لبنان بمتابعة عن كثب، برامج التدقيق لمنظومات الأمن والسلامة والملاحة الجويّة وحرصه على المساهمة في تطوير أُفق التعاون مع مكتب التعاون الفني Technical Cooperation Bureau حيث نسعى – نظراً للتجارب الناجحة سابقاً – إلى تنفيذ العديد من المشاريع المستقبليّة حسب بنود الاتفاقيات والبروتوكولات الموقّعة معهم ونأمل في تطويرها لتشمل في القريب العاجل تحصين ودعم خدمات الملاحة الجويّة وعامليها ومساعدة سلطات الطيران المدني في تنفيذ العديد من المشاريع والخدمات الضروريّة للحفاظ على سلامة وأمن الحركة الجويّة والعمل على التحسين المستمرّ لمستوى الخدمات في المطار وفي قطاع الطيران اللبناني عموماً”.

وأشار إلى أن لبنان “شكّل من خلال موقعه الجغرافي الإستراتيجي، همزة وصل بين الشرق والغرب، عبر التاريخ القديم والحديث، إن من خلال موانئه، أو من خلال مطاره الدولي”، لافتاً إلى أنه “وبالرغم من تحرير معظم أرضه عام 2000، بقيت حدوده مُستباحة لطائرات العدو الإسرائيلي، والتي تقوم بشكل شبه يومي بخرقها، وأحياناً الاقتراب من الطائرات المدنيّة التي تعبر الأجواء أو تستخدم المطار، كما أنها قامت أخيراً، بشنّ غارات بالصواريخ على الأراضي السوريّة انطلاقاً من الأجواء اللبنانيّة غير آبهةٍ لما قد تؤدّي أعمالها العدائيّة إلى تعريض سلامة الطائرات المدنيّة التابعة لجميع شركات الطيران العالميّة للخطر. وفي هذا الإطار، وفقاً لتقرير صادر عن قيادة الجيش اللبناني في أيلول 2022، حصل 10887 خرقاً جويّاً إسرائيليّاً معادياً خلال الأعوام العشرة الأخيرة”.

وقال “انطلاقاً ممّا تقدّم، واستناداً إلى الدور المنوط بالإيكاو، وعملاً باتفاقية شيكاغو والقوانين ذات الصلة:

– يؤكد لبنان أن هذه الانتهاكات تُشكّل انتهاكاً لمعاهدة شيكاغو، ولا سيما المادّة الأولى التي تؤكد السيادة الحصريّة والكاملة للدول على مجالها الجوّي.

– يُذكّر لبنان الدول الأعضاء بمسؤوليتها للتصدّي لأيّ مخاطر قد تُهدّد الطيران المدني في مجالاتها الجويّة.

– يُطالب لبنان بدعم مطالبه المحقّة المتمثّلة باحترام سيادة أجوائه ووقف الخروق والتعدّيات الإسرائيلية التي تُهدّد سلامة الحركة الجوّية في الأجواء اللبنانيّة، لأن هذه الخروق تُشكّل خطراً على الطائرات والمسافرين على حدّ سواء وعلى سكان الأراضي اللبنانيّة في حال تسبّبها بأيّ حادث للطيران.

– يُطالب لبنان بتحميل العدو الإسرائيلي المعتدي المسؤولية الكاملة المعنويّة والمادّية المباشرة وغير المباشرة عن أيّ حادثة سوف تُسبّبه خروقاته لأجوائنا السياديّة، واتخاذ الإجراءات الرادعة وصدور الإدانة الواضحة والصريحة من قَبل المنظّمة”.

وختم حميّة “نحن على ثقة بحُسن تفهّمكم للدوافع التي استدعت طرح موضوع الخروق الجوّية في هذه الدورة للجمعية العموميّة، آملين اتخاذ الموقف المناسب لمعالجة الموضوع الذي لم يعد يحتمل أيّ تأجيل”، مؤكداً “حرص لبنان على تعزيز التعاون مع منظمّة الطيران المدني الدولي، من أجل ضمان نقل جوّي آمن ومُستدام”.

وكان حميّة رعى توقيع مذكرة تفاهم بين المديريّة العامة للطيران المدني اللبناني والهيئة العامّة للطيران المدني الإيطالي، على هامش جلسات انتخاب مجلس منظّمة الطيران المدني الدولي وذلك “بهدف خلق إطار قانوني تقني مَرِنْ للتعاون الثنائي والاستفادة القصوى لتطوير قطاع الطيران المدني وقطاع النقل الجوّي”.

وحضر توقيع المذكّرة ، إضافةً إلى الوزير حميّة، كل من المدير العام للطيران المدني بالتكليف فادي الحسن، قنصل لبنان في مونتريال – كندا طوني عيد، رئيس مصلحة سلامة الطيران اللبناني عمر قدوحة، رئيس مصلحة الملاحة الجوّية كمال ناصر الدين وعن الجانب الايطالي، حضر المدير المركزي في سلطة الطيران المدني الإيطالي فابيو نيكولاي، والمدير العام لسلطة الطيران المدني الإيطالي أليسيو كوارنتا.

وبحسب بيان جاءت هذه المذكّرة “استكمالاً للأعمال والاجتماعات التي عُقدت في بيروت في 13 نيسان 2022 بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والهيئة العامّة للطيران المدني الإيطالي وتشمل: السلامة العامّة والأمن، صياغة برنامج الدولة للسلامة وعمليّات الطيران وتراخيص الطيران والمجال الجوّي والمطارات والجودة والتنظيم الداخلي، بالإضافة إلى توفير دورات تدريبيّة للموظفين، وقد اتفق الجانبان اللبناني والإيطالي على مُتابعة هذه الأهداف والتفاهمات خلال شهر تشرين الثاني المقبل”.