تفاؤل حذِر وإشادات بدور المقاومة في التطوّر الإيجابي للترسيم اجتماع للرؤساء الثلاثة في بعبدا اليوم للبحث في الردّ الرسمي على عرض هوكشتاين
ساد تفاؤل حذر المقرّات الرئاسية الثلاثة والأوساط السياسيّة اللبنانيّة، بقرب إنجاز ترسيم الحدود البحريّة الجنوبيّة مع الكيان “الإسرائيلي” الغاصب في فلسطين المحتلّة، بعد تسلُّم رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أول من أمس، من السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا العرض الخطّي للوسيط الأميركي في مفاوضات الترسيم غير المباشرة أموس هوكشتاين لختم الملفّ.
ويُعقد اجتماع عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم الإثنين في قصر بعبدا، يضمّ عون وبرّي وميقاتي، للبحث في الردّ الرسمي على عرض هوكشتاين ويسبق الاجتماع الرئاسي الثلاثي اجتماع للجنة التقنيّة عند الساعة الأولى بعد الظهر في القصر الجمهوري.
وكان رئيس الجمهوريّة اتصل فور تسلّمه رسالة خطّيّة من هوكشتاين، ببرّي وميقاتي وتشاور معهما في عرض الوسيط الأميركي، وفي كيفيّة المُتابعة لإعطاء ردّ لبناني في أسرع وقت مُمكن.
من جهتها أكدت شيا بعد زيارتها الرئيس برّي في عين التينة أول من أمس، أن “الأمور تبدو إيجابية جدّاً”.
وتواكب هذا التطوّر بشأن الترسيم والذي من شأنه أن يُتيح للبنان استخراج ثروته البحريّة من النفط والغاز، بردود فعل سياسيّة محلّية، إذ لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، إلى أنّه “بعد أشهر من الجهد والجهاد والنضال السياسي والميداني والإعلامي شاهدنا اليوم (السبت) من خلال الإعلام تسلّم الرؤساء الثلاثة رسميّاً النصّ المكتوب المقترح لمعالجة الموضوع، وهذه خطوة مهمّة جدّاً”.
وأشار إلى “أن مسؤولي الدولة هم الذين يتخذون القرار لمصلحة لبنان، ونحن أمام أيام حاسمة في هذا الملفّ، وسيتضح خلال الأيام المُقبلة ما الموقف الذي سيتخذه المسؤولون في الدولة بشأن هذا الملف”، آملاً “أن تكون الخواتيم طيّبة”. واعتبر السيد نصر الله، أنه “إذا وصل ملفّ ترسيم الحدود البحريّة إلى النتيجة الطيّبة، فسيكون نتاج الوحدة والتضامن الوطني، وإذا وفّق الله لنتيجة جيدة وطيبة فذلك سيفتح آفاقاً كبيرة وواعدة للشعب اللبناني، فنحن لدينا كنز ولا يُمكن انتظار مساعدات من الخارج في ظلّ معاناة كثير من الدول من أوضاع صعبة ومنها الدول الأوروبيّة”.
بدوره، أكد عضو “تكتّل لبنان القويّ” النائب جورج عطالله أن لـ”حزب الله ومسيراته دوراً أساسياً في الإسراع في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل الذي نشهده في الساعات الأخيرة، بالإضافة إلى وحدة الموقف اللبناني”، وقال “لا يُمكن لأي فريق من الأفرقاء نكران دور حزب الله في إنجاز الاتفاق”، مؤكداً أن “الأجواء الإيجابية الحذرة تلفّ المفاوضات لأن العبرة تكمُن في التفاصيل”.
وفي هذا السياق أيضاً، رأى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم، أن “التدقيق والدراسة المعمّقة لمسودّة الوسيط الأميركي أكثر من ضرورة ليستطيع لبنان أن يؤكّد انتصاره في معركة المواجهة الطويلة إلى أن يصل لإثبات رؤيته من خلال التمسّك بكل تفاصيل الحدود والثروة الغازيّة والنفطيّة، انطلاقاً من وحدة الموقف الداخلي واستناداً إلى عوامل القوّة والردع، إذ استطاع لبنان باعتماده على هذه الأسُسس الوطنيّة أن ينتصر بإرادة شعبه التي ساندت مواقف المسؤولين في كل مراحل المفاوضات الشّاقّة”.
وقال “تحمل الأيام الأمل للبنانيين في إمكان الخروج من الأزمات الماليّة والاقتصاديّة والنقديّة مع تسجيل نقاط متقدّمة في مسيرة الانتصار للملفّات المعقّدة وأوّلها وأساسها ملف الترسيم وما له من نتائج وآثار إيجابيّة، بعد الانتهاء من الخطوات المطلوبة على طريق الإنجاز النهائيّ”.
وشدّد الوزير السابق وديع الخازن، على “اقتناص فرصة الترسيم الحدوديّ مع الدولة العبريّة التي وصلت إلى ما يُقارب الخواتيم”. ورأى أن “التطوّرات الأخيرة في موضوع ترسيم الحدود اللبنانية – الإسرائيلية مفصليّة بكل المعايير والمقاييس، وهي تُنبئ بشيء ما على جانب كبير من الأهمية. فرئيس مجلس النواب نبيه برّي وضع إطاراً مُحكماً لترسيم حدودنا البحريّة الاقتصادية والبريّة مع الدولة العبريّة، وقد أصبح الأمر على جانب كبير من الأهمية، وهو ينبىء بخواتيم سعيدة على صعيد استعجال توقيع اتفاق الترسيم”.
أضاف “لا يكفي أن نُراهن على التطوّرات الإيجابية بمعزل عن دعمها داخليّاً بإجراءات مواكبة على صعيد تشكيل حكومة إنقاذية لتكون على جهوزية تامّة لدعم هذا الحدث وترتيب البيت الداخلي بانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة. إنه لأمر يستحق منّا التنبّه لما سيلي من إجراءات تستلزم التأهّب لدعم هذا التوجّه الذي سيُتابعه بدقة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون بحسب المادة 52 من الدستور. إذ لا يُمكن الاسترخاء والاكتفاء بما فعله الرئيس برّي، بل علينا إعداد العدّة اللازمة لتعزيز هذا التوجّه للمساعدة على الانتهاء من الإجراءات التي تتطلّب إحساساً وطنيّاً بخطورة الأوضاع، ووضعها على نار حاميّة لئلاّ نُضيّع هذه الفرصة النادرة لإخراج لبنان من الحالة المُزرية التي وصل إليها على كلّ الأصعدة”.
وختم معتبراً أن “المطلوب، بإلحاح تعالي القيادات عن الأنانيّات الخاصّة والفئويّة، كي تقتنص هذه المناسبة المُنبئة بما يتخطّى الظاهر من مفاعيلها. فحرام أن نُبقي أوضاع الناس في هذه الحالة الحالكة، لأن الفرصة لن تتكرّر”.