نورد ستريم والبصمات الأميركية
} رنا العفيف
مستجدات وتطورات فرضت أسئلة مطروحة على ساحة المواجهة بين روسيا والأطلسي، هل واشنطن حليف للأوروبيين؟ والكرملين يتحدث عن دولة أجنبية تكون قد تورّطت في تخريب أنابيب خط سيل الشمالي، لا سيما الخبراء الذين علقوا على الحادثة، أنها عمل تخريبي إرهابي وليست من قبل روسيا وإنما من السويد والدنمارك، فما أهداف واشنطن من عمل كهذا؟ ومن المتضرّر أكثر روسيا أم أوروبا، وأيّ خيار ستتخذه أوروبا بعد الذي حصل إذا ثبت أنّ واشنطن هي وراء العمل التخريبي؟
الولايات المتحدة الأميركية لم تخف رغبتها في تدمير خط أنابيب الغاز الممتدة من روسيا إلى أوروبا، والمعروف بـ «نورد ستريم»، لقد أعلن بايدن وقالها بكلّ ثقة أنه سيقوم بتعطيل هذا الخط، واستحضرت ذلك «فوكس نيوز» مشيرة إلى استبعاد تورّط واشنطن، إذ عوّل خبراء ومحللون على سؤال يطرح نفسه بنفسه وهو لماذا فعلت إدارة بايدن هذا وما مصلحتها باستهداف غاز روسيا المتدفق إلى أوروبا برغم الحاجة إلى هذا الغاز؟ ربما لأنّ واشنطن أرادت ضرب عصفورين بحجر، أيّ تقليص مداخيل روسيا واتهامها بالتخريب الأشبه بالعمل الإرهابي، إلا أنّ هذا الحدث قد تجد فيه روسيا متنفساً في الأسواق بعكس ما توقع البعض، وبالتالي يكون المتضرّر هي أوروبا العاجزة عن الكفاف بالغاز والطاقة، قد يقول قائل إنّ الأدلة غير كافية لإتهام واشنطن؟
ربما، إذ رسمياً لم توجه روسيا التهم نحو واشنطن بشكل مباشر، وبحسب محللين فإنّ المتحدث بإسم الكرملين دعا للتحقيق الدولي في هذا الشأن، وكذا كان هناك من يعتمد على الأغلبية من الخبراء والمعلقين على الحادثة بناء على مصادر الحكومة الروسية التي لمحت بأنّ وراء هذة التفجيرات ممكن أن تقف أميركا او أحد حلفائها على الأقلّ، ومن له مصلحة بذلك ومن المستفيد من وراء هذة التفجيرات؟ مع التوقف عند أكثر من إشارة استفهام، ولا نجزم بالقول ونحن نتحدث عن بصمات اميركية قد تكون متورّطة بتخريب أنابيب خط غاز السيل الشمالي وهذه ربما ليست مجرد تهمة من موسكو لواشنطن، لو لم يكن هناك دليل أو قرائن لدى الروس تفيد بأنّ التورّط محتمل، نظراً للمنطقة التي تخضع لسيطرة الاستخبارات الأميركية، لا سيما وبحسب مصادر في المنطقة التجارية للسويد والدنمارك، يُعتقد أنّ طائرة مروحية تابعة لأميركا قد حلقت فوق الطوارئ، وكان التحليق قبل وقوع حادث التخريب، وأيضاً موقع روسي اعتمد على خدمة فلاتيمير الشهيرة، وخدمة السويد تظهر بيانات تعقب موقع خط الأنابيب، والخلاصة الضعيفة من هذا قد تكون هذة الطائرة في مهمة الرصد والمراقبة لنقل، إلا بتقديرات التصور السياسي الأقوى أنّ الأمر تمّ بأيدي اميركية لطالما هناك تصريح لبايدن ويجب أن نعتمد عليه في التحليل الدقيق، أو إذا لم تكن واشنطن فهم الأوكرانيون خدمة لمصالح واشنطن و»إسرائيل» لأنّ الأهداف واضحة وكثيرة ولغايات باتت أقرب للحقيقة على مرأى العالم الأقرب للمشهدية..
أما بالنسبة لخيارات أوروبا بعد الذي حصل، ربما لا توجد خيارات لا على المدى القريب ولا على المدى البعيد، نظراً لكمية الغاز الروسي التي تأتي بنحو حوالي ١٦٠ مليار متر مكعب سنوياً، بينما جمع شحنات الغاز للولايات المتحدة ومن معها لا تتجاوز الـ ١٤ مليار متر مكعب، وهذا يجعل الخيارات ضعيفة، وانطلاقاً من هذا قد لا يكون خيارات نهائياً مع اقتراب فصل الشتاء العاصف بهم، وعليه في حال ثبت للأوروبيين أنّ واشنطن هي من تقف وراء تعطيل الإمدادات إلى أوروبا، فيُنتظر أن تأخذ الدول الأوروبية موقفاً للإقرار الأميركي، أو بحسب ما تسند عليه الوقائع، خاصة أنّ الإعلام الأميركي لم يستطع تجاهلها وتحدث عن مسؤولية إدارة بايدن المتعلقة بالحادثة والتي تستند إلى المواقف العلنية للرئيس الأميركي لتبقى البصمة الأميركية معلقة بين شتان ملف التحقيق والأقمار الروسية.