مقالات وآراء

تحت عنوان الحرب في أوكرانيا… تحديات متنوعة وجغرافيا جديدة

رنا العفيف

حين تعصف الحرب في أوكرانيا تصبح المسألة حياة او موت عند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما الغرب و»إسرائيل» مصمّمون على هزيمة روسيا، وجوانب من المساعدات الإنسانية بدأت تتكشف جوانبها في الغرف المغلقة، إضافة للدعم «الإسرائيلي» العسكري والطبي في أوكرانيا، وخبراء يحذرون عواقب وخيمة للعالم إزاء العقوبات على روسيا، لا سيما التوقعات التي تعصف بالمواجهة مع روسيا وحلف الأطلسي، أيّ تبعات لهذة الحرب؟ ولماذا تصرّ «إسرائيل» على دعم أوكرانيا عسكرياً؟ ولماذا الروس يؤمنون بالنصر بالرغم من لعنة العقوبات وازدراء الحرب؟

في بداية الحرب على أوكرانيا، أعلنت «إسرائيل» مساعدتها في المجال الإنساني لكييف، ولكن على عكس ما أعلنته، تمّ انحيازها السياسي الواضح يتكشف بالمزيد من جوانب المساعدات «الإسرائيلية» لأوكرانيا، طالت مجالات عسكرية وأمنية، ونظراً للمقاربة «الإسرائيلية» تجاه أوكرانيا، تجسّدت المؤسّسات الأمنية والعسكرية بتوسيع ما وصفته ببيع الأعتدة العسكرية غير قاتلة لكييف، إلا أنّ الأمر استدعى لقاء سرياً في دولة ثالثة، بين طالب الطب في الجيش «الإسرائيلي» ونظيره الأوكراني بحسب مصادر مطلعة، وتمّ استيعاب عشرين جندي أوكراني للعلاج للمرة الأولى، كانوا قد أصيبوا أثناء المواجهة الأوكرانية الروسية، لا سيما الصفقات الاستخبارية التي كشفت أوكرانيا عنها مطالبة «إسرائيل» بمعلومات استخبارية حثيثة، لماذا؟ كي تكشف عن المساعدات التي قدّمتها إيران لروسيا والتي تخصّ شأن البحث الروسي، ونوع الأسلحة التي زوّدت روسيا بها، لا سيما أيضاً الطائرة المسيّرة، نعم حصلت أوكرانيا على هكذا معلومات، وطالبت بالمزيد، وهذا يظهر كمية التعاون الكبير بين «إسرائيل» وأوكرانيا، خاصة في المجالين الأمني والعسكري، وهذا قد ينتج تحديات مختلفة ومتنوعة على المستوى الإستراتيجي والأمني، وأيّ محاولة للروس باستخدام الأسلحة القتالية الإيرانية قد يصعد الحرب في أوكرانيا والمنطقة..

وبالتالي بالرغم من كلّ الرياح العاتية التي تعصف بروسيا، إلا أنها تؤمن بالنصر، لأنّ الحرب الأوكرانية باتت معادلة جعلت منها روسيا مسألة حياة أو موت عند الدب الروسي، لطالما الولايات المتحدة مصمّمة على هزيمة روسيا، وطبعاً هذا ما لن يسمح به بوتين مهما كلفه الأمر، وهنا بالمعنى السياسي، قد تكون هذة التكلفة نهاية العالم، إذ قال بوتين وأشار بصراحة إلى أنّ الغرب والولايات المتحدة تحديداً ممصمّمان على هزيمة روسيا، إلا أنّ بوتين وضع خيار النصر أمامه، لأن في حقيقة الأمر حرب بوتين في أوكرانيا هي حرب وجودية، لذا وجه المسؤول الصيني للتعقل، وعدم الإنجرار إلى حرب تدميرية، لافتا إلى أنّ حرب تكسير العظم بين طرفين قد تصل إلى نقطة من الممكن فيها استخدام جميع الوسائل المتاحة، أيّ أنّ روسيا كقوة نووية يجب على الغرب أن يأخذ قرارها على محمل الجدّ، وأيّ حرب قد تتحوّل إلى صراع حياة أو موت، خاصة في ظلّ ما يلوّح الغرب به من فوز نهائي، مقابل القوة النووية التي منحتها الأسلحة النووية، وعلى الغرب أن يتذكر دائماً أنّ لدى روسيا قوة نووية، وربما لن تبخل في استخدامها لتحقق نجاحها

كما قال بوتين في خطابه بكل جدية، إنّ روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي فيما جيشها يتلقى الضربات في أوكرانيا.. والتقليل من خطورة التهديد في النووي لن يجدي نفعاً ما دامت الولايات المتحدة و»إسرائيل» في واجهة الحرب، والحرب ليست فقط مع أوكرانيا وإنما مع الغرب و»إسرائيل»،

ومن قائمة الأسباب التي تجعل روسيا تؤمن بالنصر والفوز في هذة المعركة، هي حالة التراجع والتخبّط التي يعيشها الغربيون، بعكس روسيا على الرغم من قائمة العقوبات فهو متماسك اقتصاديا وعسكريا وسياسيا حتى الان،

ثانياً: الأزمات التي تهبّ في وجه بريطانيا التي تشهد موجة استقالات، بما فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أما الولايات المتحدة، يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن شبح خسارة حزبه الديمقراطي في الكونغرس، حيث أيضاً سكان البيت الأبيض يعيش أزمة تراجع في شعبيته، بسبب تضخم وارتفاع الأسعار النفطية، وبالتالي لن ينجح بايدن في الهروب إلى الأمام من خلال التصعيد في أوكرانيا لذا تصدّرت «إسرائيل» في التدخل السريع، لأنّ دول الاتحاد الأوروبي تواجه شبحاً مخيفاً، متمثلاً بعدم وجود بدائل للغاز الروسي، وهذا أحد أسباب إيمان الروس بالإنتصار في حرب يرونها وجودية في مواجهة الغرب، وأبرز الأسباب تبقى في حفلة الانقسام الذي يعيشه الغرب، لا سيما أنّ بريطانيا وفرنسا يكتفون فقط بدعم كييف لفظيا، وهذة نقطة لصالح الروس..

وبالتالي في ظلّ الأجواء السياسية التي تعيشها البلاد قد نرى جغرافيا جديدة في أوروبا بعد استفتاء أقاليم شرق أوكرانيا وجنوبها، تعيد شكل المواجهة بين روسيا وحلف الأطلسي بتبعات مختلفة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى