الحملة الأهلية اجتمعت في مقرّ «البعث» بذكرى حرب تشرين التحريرية سماح مهدي: جنوب لبنان هو شمال فلسطين وحقنا القومي سننتزعه بالمقاومة
عشية الذكرى التاسعة والأربعين لحرب تشرين المجيدة، وتحية لأرواح شهداء فلسطين، عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الأسبوعي في مقر حزب البعث العربي الإشتراكي في بيروت بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي إلى جانب المنسق العام للحملة معن بشور ومقرّرها د. ناصر حيدر وممثل حزب البعث علي غريب وأعضاء الحملة.
افتتح بشور الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لروح الشهيد الطفل ريان سليمان الذي جاء استشهاده شهادة جديدة على وحشية الكيان الغاصب وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، كذلك إجلالاً للشهيدين الشابين في رام الله خالد الدباس وباسل بصبوص، ورأى في ارتقاء الشهداء من أرض فلسطين كلّ يوم تأكيداً على تصميم شعب فلسطين على انتزاع حريته بدماء شهدائه وتضحياتهم.
كما رأى بشور أنّ تصاعد المواجهات مع الاحتلال يؤكد أنّ شعب فلسطين ومجاهديه ما زالوا يحملون روح تشرين التي حملها في مثل هذه الأيام في العام 1973 جيشا مصر وسورية ومعهما الأمة، فحققا العبور التاريخي في السويس وتحرير أراض واسعة في الجولان، وهي الروح التي أكدت من جديد أنّ تضامن العرب من المحيط إلى الخليج كان وسيبقى ضمانة انتصار الأمة على أعدائها، فما من مرة تلاقى العرب واتحدوا إلا وكان النصر حليفهم، وما من مرة تفرّقوا وتشتتوا إلا وذهبت ريحهم.
ورأى بشور أنه في حرب تشرين توحّدت مصر وسورية كما توحدتا عام 1958، فحققتا الانتصار، وبتلاقيهما اليوم مع باقي أقطار الأمة تتمّ صناعة النصر من جديد.
ثم تحدث عضو قيادة حزب البعث العربي الإشتراكي علي غريب مرحّباً بالمجتمعين، مؤكداً على أهمية الدور الذي تقوم به الحملة الأهلية في خدمة القضية المركزية فلسطين. وبعد أن توقف أمام سير المحادثات المتصلة بترسيم الحدود أشار إلى أنّ حصول لبنان على ثروته النفطية يجب أن يترافق مع خطة تضمن عدم هدر هذه الثروة لصالح الطغمة الحاكمة التي سارع بعضها إلى تأسيس شركات وهمية خارج لبنان برساميل رمزية من أجل أن تكون شريكاً مضارباً مع شركات التنقيب عن النفط والغاز تضع يدها على جزء كبير من حصة الشعب اللبناني، ودعا إلى تشكيل صندوق سيادي يحمي مواردنا من النفط والغاز ولا يتمّ صرف أيّ مبلغ إلا بموجب قانون.
وألقى كلمة الحزب السوري القومي الإجتماعي ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي الذي حيّا الرفقاء في حزب البعث الذي تجمعه مع الحزب السوري القومي الاجتماعي علاقة وطيدة تكرّست منذ عقود.
وتوقف مهدي عند ما يحصل من مفاوضات غير مباشرة بخصوص الثروة النفطية والغازية، فأكد على وجوب التمسك بأن ما يقع جنوب لبنان هو شمال فلسطين، وأنّ ما يتمكن لبنان من انتزاعه هو جزء من حقنا القومي يجري تحريره من الاحتلال بقوة المقاومة.
وتابع مهدي، انّ توصل لبنان إلى تحقيق مكاسب من خلال تلك العملية، فهذا لن يمنعنا من متابعة الطريق حتى تحرير كامل حقنا وصولاً إلى أم الرشراش في أقصى جنوب فلسطين.
بعد ذلك تحدث كلّ من: محفوظ منور (حركة الجهاد الإسلامي)، سالم وهبه (حركة الانتفاضة الفلسطينية)، العقيد ناصر اسعد (حركة فتح)، فؤاد رمضان (اليسار المقاوم)، صالح شاتيلا (جبهة النضال الشعبي الفلسطيني)، موسى صبري (الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة)، صادق القضماني (اسير محرّر وإعلامي ـ الجولان)، محمد الزغبي (المؤتمر الشعبي اللبناني).
وقد استعرض المجتمعون المواجهات المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرأوا فيها تباشير انتفاضة من نوع جديد يمكن أن تكون سبباً في اندحار العدو من أرضنا المحتلة، كما تمنوا أن تسفر اللقاءات بين الفصائل الفلسطينية في الجزائر عشية القمة العربية عن نتائج إيجابية تشكل قاعدة لتحوّل هام في طبيعة الصراع مع العدو.
ورأى المجتمعون أنّ القراءة المتأنية للمتغيّرات الإقليمية والدولية وانعكاساتها على صراعنا مع العدو تشي بإمكانية فرض تنازلات على العدو إن تمسكنا جميعاً بحبل المقاومة التي أصبحت الطريق الأسلم والأسرع لتحرير الأرض.
ولعلّ ما نشهده في لبنان تراجع للعدو وارتباك في صفوفه إزاء ما اضطره إلى تقديم تنازلات لصالح لبنان، والمترافق مع الموقف القوي والشجاع للمقاومة وتهديدات السيد حسن نصر الله، ومُسيّرات المقاومة، هو دليل على ما يمكن أن تحققه الصلابة والتضامن في الموقف العربي والإسلامي.
وتوقف المجتمعون أمام العريضة التي وقعها 27 عضواً في الكونغرس الأميركي تطالب بإنزال عقوبات على الجزائر بسبب تعاونها العسكري مع روسيا تعبيراً عن مدى إنزعاج الدوائر الأميركية المتحالفة مع اللوبي الصهيوني من تعاظم الدور العربي والإسلامي والأفريقي الذي تلعبه الجزائر والذي بدأ يتبلور في أكثر من اتجاه، ودعا المجتمعون كلّ القوى الحية في الأمة والعالم إلى الانتصار للجزائر وإسقاط مشروع العقوبات والحصار عليها.