بايدن هنّأ عون والأمم المتّحدة ستدعم الاتفاق و»توتال» تتحضّر للتنقيب قريباً لبنان يوافق على الصيغة النهائيّة لتعيين الحدود البحريّة: مُرضية وتُحافظ على حقوقنا في ثروتنا الطبيعيّة
انشغل لبنان أمس بتطورات ملف ترسيم الحدود البحريّة الجنوبيّة مع الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين المحتلة، بعدما تسلّم كلاًّ من رئيس الجكهوريّة العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الصيغة النهائية لوثيقة تعييين الحدود المذكورة التي وصفها المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهوريّة بأنها «مُرضية للبنان لا سيما أنها تلبّي المطالب اللبنانيّة التي كانت محور نقاش طويل خلال الأشهر الماضية، وتطلّبت جهداً وساعات طويلة من المفاوضات الصعبة والمعقّدة».
وأشار المكتب في بيان أمس، إلى أنّ «الصيغة النهائيّة حافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية، وذلك في توقيت مهمّ بالنسبة الى اللبنانيين»، آملاً أن يتمّ الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في أقرب وقت مُمكن. ولفت إلى أنّ رئيس الجمهورية سيُجري المشاورات اللازمة حول هذه المسألة الوطنيّة، تمهيداً للإعلان رسمياً عن الموقف الوطني الموحّد».
وفي هذا السياق، تلقّى عون اتصالاً هاتفيّاً من الرئيس الأميركي جو بايدن هنّأه فيه على «انتهاء المفاوضات التي جرت لترسيم الحدود البحريّة الجنوبيّة اللبنانيّة»، معتبراً أنها «مجرد بداية»، لافتاً إلى أنّ «المفاوضات للتوصل إلى الاتفاقيّة كانت صعبة، وهي ستُساهم في تحسين حياة الملايين من الأشخاص في لبنان. وتطلّبت الكثير من الشجاعة. ولذلك، شكراً على الثقة التي منحتمونها إيّاها، ما يشهد على علاقة الصداقة القويّة التي تربط بلدينا». وطلب نقل شكره إلى الرئيس برّي على «المفاوضات واتفاقيّة الإطار التي توصلنا إليها».
وقال «أريدكم أن تعلموا أنّ هناك الكثير من الأمل المعلّق على هذه الاتفاقيّة، وأريد أن أشكر نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب من طرفكم الذي عمل مع عاموس هوكشتاين للتوصّل إليها»، معتبراً أنها «فرصة أيضاً لإعادة واستعادة الاستثمارات الأجنبيّة والخارجيّة في بلادكم، والتي أنتم في أمسّ الحاجة إليها، وهذا سيساعدكم أيضاً على تعزيز فرص استغلال واستكشاف النفط والغاز في بلادكم لتحسين حياة الملايين من شعبكم». وقال «سنتأكد من التزام إسرائيل كلّ التزاماتها بموجب هذه الاتفاقيّة».
وردّ عون شاكراً لـ «بايدن جهوده الشخصيّة التي بذلها من أجل تحقيق هذه الاتفاقية، رغم علمي بالمشاكل التي يمرّ بها العالم واهتمامكم الشخصي بها». وقال «نعلم أنه منذ 10 سنوات تقريباً وعندما كنتم نائباً للرئيس كان لديكم اهتمام كبير بهذا الملفّ بالتحديد، وبدأتم العمل عليه. واليوم، أؤكد لكم أنكم لم تفشلوا».
من جهتها، أعلنت الأمم المتّحدة أنها «ستُقدّم الدعم بكلّ الطرق المُمكنة لضمان نجاح اتفاق ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل».
ومساء أمس، التقى عون، في قصر بعبدا، ميقاتي ووزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب. وبعد اللقاء، شكر ميقاتي «الفريق اللبناني الذي ساهم في دراسة اتفاق ترسيم الحدود البحريّة كما الإدارة الأميركيّة والرئيس الفرنسي بالذات لما قاموا به مع شركة توتال التي حصل معها اجتماع صباحاً»، معلناً أنّه «تمّ الاتفاق على البدء بمراحل التنقيب فور الاتفاق النهائي».
وتابع في تصريح أمام الصحافيين في القصر الجمهوري «العرض النهائي جرت الموافقة عليه باللغة الإنكليزية وتتمّ دراسته لدى الرئيس عون باللغة العربيّة حاليّاً على أن يُطل الرئيس عون اليوم (أمس) أو غداً (اليوم) لإطلاعكم على التفاصيل».
وكان نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب قد سلّم الرئيس عون نسخة الاتفاق المعدّلة بشأن تعيين الحدود البحريّة، معتبراً بعد اللقاء «أنه تمّ التوصّل إلى اتفاق مُنصف بشأن تعيين الحدود يُرضي الطرفين، ولبنان حصل على مطالبه لأنّها محقّة». ولفت إلى أن عون «بدأ عهده بإصدار مراسيم النفط، ونتمنّى أن يختم عهده بالوصول إلى اتفاق تعيين الحدود البحريّة».
وجدّد بو صعب التأكيد «أن لبنان سيحصل على كامل حقوقه من حقل قانا، ولا شراكة ولا تقاسم ثروات بين لبنان وإسرائيل»، موضحاً «أن هناك تفاهماً حصل بين توتال والعدو الإسرائيلي، والعدو يأخذ حقّه من شركة توتال وليس من الحصّة اللبنانيّة من النفط».
كما سلّم بو صعب نسخة عن المسودة النهائيّة للاتفاق إلى الرئيس برّي في عين التينة، وأكد في تصريح أنّ «الملاحظات التي طالب بها لبنان أُخذ بها في المسودّة النهائيّة والنقاش حول المسودّة والتعديلات التي طرأت عليها تمّ الانتهاء منها». ورأى أنّ «الموقف الموحد أعطى لبنان قوة»، معتبراً أن «الجميع يعرف أن لبنان ليس ضعيفاً خصوصاً في هذه المفاوضات التي تعني سيادتنا والحفاظ على حقوقنا»، لافتاً إلى «أننا وصلنا إلى الصيغة النهائيّة بفضل قوة موقف لبنان». وأوضح أنّ «هذه الصيغة ستُدرس من قبل الرؤساء وسيكون هناك موقف موحَّد للبنان».
وقال «سنودع الاتفاق لدى الأمم المتّحدة وهو ليس بين لبنان وكيان لا نعترف به إنما مع الولايات المتحدة الأميركية والمُفاوض أخذ بالاعتبار المطالب اللبنانيّة».
وانتقل بو صعب إلى السرايا الحكوميّة حيث سلّم نسخة المسودّة النهائيّة للاتفاق، للرئيس ميقاتي الذي أمل «أن يصلّ ملف ترسيم الحدود البحريّة اللبنانيّة إلى نهاياته في وقت قريب»، معتبراً «أن «الموقف اللبناني الموحّد في هذا الملف وتشبّث لبنان بحقوقه ومطالبه أفضى إلى هذه النتيجة الإيجابيّة»، وقال «كلّنا أمل أن تبلغ الأمور خواتيمها، ومن ثمّ المباشرة بالخطوات العملانية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانيّة».
وكان ميقاتي اجتمع مع وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض ووفد من شركة «توتال» الفرنسية، ضمّ رئيس مجلس الإدارة المدير العام رومان لامارتينيار ومدير الشركة ومدير التنقيب عن النفط والإنتاج لوران فيفيه ومدير شمال أفريقيا جان جايلي.
وطلب ميقاتي من ممثلي الشركة المباشرة بالإجراءات التنفيذيّة للتنقيب في المياه اللبنانية فوراً.
من جهته، أكد فياض «أننا معنيون كوزارة طاقة بالتنقيب الذي سيتمّ تزامناً مع الترسيم ومن دون تأخير»، مشيراً إلى أنّ «توتال ستُحضّر الخطّة، وسنتأكد أنها أكثر خطّة سريعة». وأعلن «أننا سنُحضّر الأمور اللوجستية سريعاً وستبدأ الأعمال فوراً».
واكد أنّ «العمل جدي وهذا الملفّ إيجابي جداً للبنان ويسمح لنا بالانتقال إلى مكان آخر، ونُصبح على طريق الدول النفطيّة»، معتبراً أن «التزام توتال يدلّ على هذا الأمر».