التعليق السياسي
المقاومة في فلسطين وتفاهم الجزائر
تحية واجبة للمقاومين والمنتفضين في عموم فلسطين يكتبون تاريخاً جديداً متصلاً يقول إن شعب فلسطين لا ينتظر أحداً، وأنه قادر على أخذ قضيته بيديه وحيداً. فهو لا ينتظر أولاً السلطة الفلسطينية التي يحملها مسؤولية إضاعة جغرافيا القدس والضفة الغربية بمتاهات الاستيطان تحت نظريات التفاوض البائسة منذ اتفاق أوسلو، ومسؤولية التنسيق الأمني مع جيش الاحتلال ومخابراته وما أسفر عنه من إلحاق الأذى بمئات المقاومين سجناً وقتلاً، ولن ينتظر موقفاً عربياً، ولا يأبه للتطبيع الذي قرره بعض العرب مع كيان الاحتلال، ولا تهمه القمم العربي وما سينتج عنها، ولا ينتظر الأمم المتحدة والدول العظمى وما قدمته السياسات الأممية من معاملة لكيان الإحتلال ككيان فوق القانون بدلاً من معاملة يستحقها ككيان خارج عن القانون.
أبناء فلسطين الأبطال وبناتها يتابعون ويهتمون بالوضوح ذاته حقائق ولادة معادلات جديدة في المنطقة، وما يتصل بصراعهم مع الاحتلال، فينظرون بعين الشراكة للمقاومة في غزة منذ معركة سيف القدس، ويفرحون لحضور فلسطين أمانة دائمة في خطاب المقاومة الإسلامية في لبنان وقائدها السيد حسن نصرالله، ويباركون موقف حركة حماس في التوجّه نحو سورية وتصحيح المسار الخاطئ الذي تسبب بتسميم العلاقات منذ بدء الحرب على سورية، وهم يتابعون النهضة الجزائرية الجديدة، النهضة القومية الشامخة التي تضع فلسطين بوصلة لها، والتي وقفت وراء تفاهمات الفصائل طلباً لوحدة وطنية، يؤمنون أن تحقيقها الصادق نقلة نوعية إلى الأمام.
تحية واجبة للجزائر التي رسمت معادلة للموقف العربي الرسمي تبدأ من سورية، وللسياسات عنوانها فلسطين، والمشهد العربي يتغير تباعاً، من لبنان الى اليمن والعراق، ومن حولها وبينها فلسطين وسورية والجزائر، لترتسم معادلة جديدة لن تلبث أن تظهر قريباً