الوزيرة الفرنسية جالت على الرؤساء الثلاثة كولونا: لانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة قبل انتهاء هذا الشهر أو استمرار الانهيار
اختتمت وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاترين كولونا زيارتها إلى لبنان بعد ظهر أمس، بمؤتمر صحافي في مطار بيروت الدولي، بحضور سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو، اعتبرت فيه أنّ على مجلس النواب اللبناني «الاجتماع قبل نهاية هذا الشهر لانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة»، موضحةً أنها جاءت إلى لبنان «بطلب من رئيس الجمهورية الفرنسية بالتشاور مع شركائنا الأصدقاء للبنان، للاجتماع برئيس الجمهوريّة ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وأشكرهم على لقائهم بي وأيضاً على نوعيّة المحادثات التي عقدناها».
وتابعت «الرسالة التي أحملها اليوم سهلة، يجب احترام الاستحقاق الدستوري وهذه ضرورة أساسية للبنان وهذه رسالة منّا، من بلد صديق ومخلص وكان دوماً إلى جانب لبنان في ساعات السعادة وفي الأوقات الصعبة، وهو يحمل للشعب اللبناني صداقة عميقة كانت دائمة ومستقرّة وهذه الصداقة تسمح لنا بالقول إن لبنان لم يعد يستطيع أن يتحمّل خطر فراغ في السلطة وعلى كل القادة اللبنانيين أن يكونوا على مستوى مسؤولياتهم الدستورية لأن الوضع يفرض ذلك».
ورأت أن «لبنان لم يعد يستطع تحمّل الأزمة الاقتصاديّة التي لا سابق لها ومن دون أيّ تحرّك فإن الانهيار في لبنان سيستمرّ».
ورداً على سؤال عن الحلول التي يعرضها المجتمع الدولي، قالت «الأولويّة هي لمتابعة برنامج الإصلاحات والبعض منها قد وافق عليه البرلمان وأخرى ما زالت أمام البرلمان، ويجب الاستمرار بمتابعة العمل وفي الجلسات المُقبلة للبرلمان يجب أن يمضي قدُماً ويذهب لبنان إلى الأمام لأنّ الوقت مهمّ وقلت بكل صراحة وإصرار وأمل، أنه يجب أن نُسرّع الإنقاذ وأن الديناميكيّة موجودة ويجب الاستفادة منها وانتهاز هذه الفرصة بسرعة».
وكان رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون أبلغ كولونا، خلال استقباله لها أمس في قصر بعبدا، في حضور وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، أنّ «موافقة لبنان على الصيغة النهائيّة التي أعدّها الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحريّة الجنوبيّة، ستشكل مدخلاً أساسياً لمواجهة الأزمة الاقتصاديّة والماليّة التي يُعاني منها لبنان، وستُساهم في النهوض الاقتصادي اللبناني من جديد والانطلاق في ورشة إعادة الإعمار».
وشكر عون فرنسا على «دورها في تحقيق هذا الترسيم»، معوّلاً على «دور مهمّ يُمكن أن تقوم به في المساعدة على وضعه موضع التنفيذ».
وأشار إلى أنه يسعى «منذ فترة غير قصيرة لتحقيق التغيير الذي يرتدّ إيجاباً على لبنان، والقيام ببعض الإصلاحات على الصعيد السياسي»، لافتاً إلى «إنجاز بعض الأمور ومنها التدقيق المحاسبي المالي، وتلبية بعض شروط صندوق النقد الدولي التي تُعتبر أساسيّة للتوصّل إلى اتفاق معه، ومنها إقرار الموازنة، ورفع السريّة المصرفيّة، على أمل أن يُصار إلى إقرار إعادة هيكلة المصارف وقانون «الكابيتال كونترول» في وقت قريب».
وأكد «العمل من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، فضلاً عن سعيي إلى تشكيل حكومة جديدة لا سيما أن الوقت لا يعمل لمصلحة لبنان، في ظلّ الأوضاع الصعبة التي يعيشها، وأن من المهمّ جداً التوافق على رئيس جديد للجمهوريّة يتولّى مهامه ويضمن استمرار عمل مؤسسات الدولة واستكمال عمليّة مكافحة الفساد».
وطلب من كولونا «مساعدة فرنسا في موضوع إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم بعدما بات عددهم يفوق المليوني شخص في لبنان، والذين يعيشون في ظروف صعبة أيضاً بسبب عدم قدرة لبنان على تأمين الاحتياجات اللازمة لهم، وقد ظهرت أخيراً إصابات «الكوليرا» في عدد من مخيمات إيوائهم، إضافةً الى المشاكل الاقتصاديّة والمعيشيّة والأمنيّة التي يُسبّبها هذا العدد الضخم من النازحين».
وشدّد على «أهمّية عودتهم إلى ديارهم، خصوصاً أنّ العودة آمنة في ظلّ الاستقرار الذي تنعم به معظم المناطق السوريّة»، مجدداً «رفض لبنان القاطع لدمج النازحين في لبنان».
والتقت كولونا رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة حيث شكر برّي خلال اللقاء لفرنسا الدور «الذي لعبته وتلعبه لمساعدة لبنان على تجاوز أزماته ولا سيما منذ زيارة رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون الأولى إلى لبنان والدور الذي لعبته أيضاً خصوصاً بما يتعلّق بترسيم الحدود البحريّة اللبنانيّة الجنوبيّة وتلبية شركة «توتال» لمطالب لبنان في البدء بأعمال الحفر والتنقيب في أسرع وقت مُمكن».
وأفاد المكتب الإعلامي في الرئاسة الثانية، بأن «الزيارة كانت مناسبة أيضاً للبحث في أمور تتعلق بالانتخابات الرئاسيّة والوضع الحكومي والواقع الاقتصادي وما قام ويقوم به المجلس النيابي من إنجاز للقوانين والتشريعات التي تندرج في سياق القيام بالإصلاحات المطلوبة إصلاحيّاً ومن قبل صندوق النقد الدولي».
واستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الوزيرة الفرنسيّة في السرايا الحكوميّة، وطلب منها مؤازرة بلادها لبنان في حلّ أزمة النازحين السوريين على أرضه وإعادتهم إلى ديارهم. كما جرى البحث في العلاقات اللبنانيّة الفرنسيّة.