أولى

لا لحوار خارج لبنان… ماذا ينقصنا لنتحاور؟

بمعزل عن تقييم النيات السويسرية وراء الدعوة لحوار بين الأطراف اللبنانية، الذي سينطلق من عشاء في السفارة السويسرية في بيروت، تقول بعض المعلومات أنه يمكن أن يتابع بحوار في سويسرا، يجب تسجيل الاستغراب والدهشة لكون الأطراف المعنية لا ترفض مبدأ الحوار بينها، بدليل تلبية الدعوة السويسرية، لكنها تتكبّر على بعضها وتتباهى بألقاب السيادة، وتغطي العجز عن التحاور بقبوله على يد أجنبية.

في ظروف الحروب الأهلية يكون مفهوماً أن تعجز الأطراف المتحاربة عن الجلوس الى طاولة حوار دون وسيط، ويكون مفهوماً أن يكون الذين يدعمون الحرب من أطراف خارجية وقد وجدوا أن الحرب تحولت الى عبء عليهم يريدون التخفف من أثقالها فيملكون ما يسهمون به من ضغوط لصالح التوصل لتفاهمات يصعب بلوغها دونهم، لكن السؤال البديهي اليوم، ما هو الشيء الذي ينقص الأطراف اللبنانية عندما تتحاور، ويمكن لسويسرا أن توفره؟

دعا رئيس الجمهورية إلى حوار وطني، وإذا كان مفهوماً رفض أطراف لبنانية تلبيته من ضمن سياساتها الكيدية ضد الرئيس، أو على قاعدة أن عهده يقارب النهاية ولا يريدون منحه دور الشريك في اختيار البديل، فالسؤال هو ما الذي يمنع الأطراف المعنية وهي كتل نيابية تجتمع تحت سقف البرلمان برئاسة رئيسه، أن تلتقي ضمن حوار مشابه للذي شهده البرلمان عام 2006 بدعوة من الرئيس نبيه بري.

اللافت في الاستجابة للدعوة أنها ضمت فوراً جميع الكتل النيابية، بما فيها الذين حملوا راية التغيير، وينادون بالسيادة، وفي كل حال يمكن للعشاء أن يكون مقبلات الحوار، يجب أن يترفع صوت اللبنانيين عالياً لرفض إجرائه خارج لبنان، بل رفض إجرائه خارج البرلمان باعتباره المؤسسة السيادية الأم، والمعني الأول بالوفاق الوطني من جهة، بما في ذلك تطبيق اتفاق الطائف والقوانين الإصلاحية، ومن جهة ثانية المعني المباشر بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى