معرض يوثق الأعمال الإرهابية التي طالت معلولا ونيكولسكوي في دمشق
افتتح في صالة المعارض في دار الأسد للثقافة والفنون معرض توثيقيّ بعنوان «معلولا نيكولسكوي.. تهاتف المصائر»، وذلك على هامش أعمال الاجتماع الخامس السوري الروسي المشترك لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين.
ويوثق المعرض عبر مجموعة من الصور الضوئية الأعمال الإرهابية التي تعرّض لها دير القديسة تقلا في ريف دمشق ودير نيكولو فاسيلفيسكي في بلدة نيكولسكوي بدونباس، وما تعرّضت لهما المدينتان من تدمير ممنهج للكنائس ومحتوياتها الثقافية والدينية من إيقونات ومحتويات مقدسة.
كما وثق المعرض بالصور أشكال الإرهاب من احتجاز الراهبات في دير القديسة تقلا لمدة 100 يوم، من عام 2013 إلى أن تمّ إنقاذهم مع الأطفال من دار الأيتام من قبل الجيش العربي السوري ووضعهم بمكان آمن في دمشق.
وفي سيناريو مماثل استعرضت صور المعرض ما تعرّضت له دونباس من تدمير للكنائس والأيقونات وقتل الراهبات واللاجئين في الدير في تموز 2022 حتى تسنّى للجيش الروسي إنقاذ وإخراج المسنين واللاجئين مع الأطفال لأماكن آمنة.
وأكدت وزيرة الخارجية ناتاليا نيكونوروفنا ورئيسة وفد جمهورية دونيتسك الشعبية أن ما حصل في سورية هو نفسه ما حصل في دونباس، ما يؤكد أن القوات الأوكرانية تستعمل الأسلوب الإرهابي الممنهج في عملها نفسه لاستهداف ثقافة وحضارة البلاد وترهيب الأطفال والمدنيين من خلال المجموعات المسلحة التي تعمل على وضع الألغام في المنازل والبنى التحتية للمدن الكبرى.
وأوضح الارشمندريت متى رزق رئيس دير مار تقلا البطريركي في معلولا أن الإرهاب تجاوز الإنسان ووصل إلى الحجر، وهو ما وثقته الصور في المعرض، وتؤكد أن الإرهاب هو واحد في العالم لكون الجهة واحدة، مشيراً إلى أن إرادة الحياة أقوى من ثقافة الموت، ومن صنع هذا الإرث الكبير قادر على إعادة ترميمه وبث الحياة فيه من جديد.
وقال ليونيد كوندراشوف، عالم الآثار الأول في مدينة موسكو، أن هذه الحرب تستهدف الحضارة والإرث الثقافي الإنساني ومحو التاريخ العريق، وهدفنا الحفاظ عليه والتوعية بأهميته قدر الإمكان وهو ما ترجمه المعرض اليوم، معرباً عن تقديره لما يقوم به المختصون الروس للحفاظ على حضارة بلادهم، والتعاون المشترك مع المختصين في سورية، لكونها أهم الأسس التي تقوم على حماية وصون القيم الانسانية والأثرية والتعريف بأهميتها.
وأكد أن المعرض يأتي في إطار التحالف السوري الروسي في مجال صون تراث البلدين الصديقين والذي يقوم على المبادئ الأساسية في الحفاظ عليه، وتتمحور في توثيق الأضرار عبر هذه اللوحات ولفت انتباه الرأي العام لأهمية هذا التراث العريق، مشيراً إلى التشابه في حالات الإرهاب التي تعرّضت لها معظم دول العالم بمحو حضارة الإنسان وتاريخه ليتجرد من هويته الثقافية، وبالتالي التحكم به وتسييره وفق استراتيجيات ممنهجة.
ولفت علي الأحمد، مستشار المركز الثقافي الروسي في سورية، إلى أن الإرهاب يستهدف التعددية والفكر المنفتح بهدف إيقاف الإنتاج الثقافي الذي ينشط بدوره الانتاج الاقتصادي والتطور المجتمعي، موضحاً أن التعاون السوري الروسي المشترك يركز على مواجهة الغزو الثقافي الناعم الذي يسيطر على العقول والأفكار المنتجة والبناءة التي تحصن المجتمعات وتحافظ على حضارتها وإرثها الثقافي.