معايير القيادة
معيار الوصول الى الحكم في دول الغرب يبدو أنه لا يمتّ بصلة الى الكفاءة والقدرات الخاصة، يكفي هؤلاء الأغبياء، من بايدن في أميركا الى ليز تراس في بريطانيا أن تتزلّف للصهيونية العالمية وتجزل المديح لهذا الكيان الخبيث حتى ترتقي وتصل الى المراتب العليا!
السّير كير ستارمر، زعيم حزب العمال البريطاني الحالي، والذي سيصبح رئيس الوزراء البريطاني القادم، إذا أجريت الإنتخابات الآن، لم يتبوّأ مركزه كزعيم للحزب إلّا بعد أن كال المديح لـ «إسرائيل» والصهيونية، نفس السبب الذي أطاح بالرئيس السابق لحزب العمال جيرمي كوربين حيث امتنع عن ذلك، وانتفض تأييداً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، بل وأدان بشديد العبارات الفاشية «الإسرائيلية» والعنصرية الصهيونية، فطار من منصبه بين ليلة وضحاها…
إذاً، ليس مهماً أن تتمتع بكلّ الذكاء والكفاءة المتميّزة للحكم، الأهمّ ان تبدي الولاء للصهيونية، وتقدّم كلّ طقوس الطاعة والولاء لـ «إسرائيل» والصهيونية كي تحكم…
ليز تراس ومنذ الساعات الأولى لتسلّمها الحكم قالت إنها صهيونية من العيار الثقيل، وإنها ستنقل سفارتها الى القدس، ثم أثبتت خلال ساعات أيضاً من تسلّمها الحكم أنها تصلح لتدير كوخاً لبيع السجائر بالمفرّق قرب بوابة رئاسة مجلس الوزراء في 10 داوننغ ستريت، وأنها لو فعلت ذلك لوفّرت على نفسها وعلى سائر الشعب البريطاني مشقة محاولة الإطاحة بها بعد أيام من تسلّمها الحكم، لأنها أثبتت وبسرعة فائقة انّ معرفتها بالقيادة وإدارة الشؤون الاقتصادية والسياسية تعادل معرفتها باللغة الصينية، وأنها قد تكون المرأة الأكثر بلاهة وعبطاً في تاريخ الدبلوماسية البريطانية، وأنّ تيريزا ماي تبدو عبقرية مقارنة بها.
سميح التايه