إلغاء العشاء السويسري وموقف السفارة السعودية!
عمر عبد القادر غندور*
سارعت السفارة السويسرية في بيروت في أعقاب تراجعها عن دعوة الأحزاب والنواب الى عشاء دعت إليه السفيرة ماريون وشليت، واعتراض سفارة المملكة العربية السعودية عليه، رغم انّ السفارة السعودية كانت على علم بنية السفيرة السويسرية منذ أكثر من شهر.
ومن خلال المواقف المعلنة، تبيّن انّ دعوة السفارة السويسرية لم تأت من فراغ، كما اعتراض السفارة السعودية لم يأت أيضاً من فراغ…
وفُهم انّ دعوة السفيرة السويسرية الى العشاء أملته الرغبة في حوار وطني، وليس الى نقاش يتناول اتفاق الطائف ولا استهداف له ولا علاقة من قريب او بعيد بالاستحقاقات الدستورية اللبنانية، وتزامن إجهاض السفارة للعشاء مع حملة إعلامية أعلن على اثرها حزب القوات اللبنانية اعتذاره عن عدم تلبية دعوة العشاء الى جانب تهديد بيان للعشائر العربية للنائب التغييري ابراهيم منيمنة، وتلا ذلك مباشرة جولة ماراتونية للسفير السعودي الى قصر بعبدا وعين التينة وغير ذلك من لقاءات واتصالات…
واستغربت السفارة السويسرية ردود الفعل، وأوضحت انها لا تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، ومن تقاليدها بذل الجهود الحميدة عند اللزو، واستضافة لقاءات حوارية عديدة.
بينما قال السفير وليد البخاري كلاماً خطيراً ربما يبرّر الهواجس ويحذر من استبدال اتفاق الطائف بكيانات لا تشبه لبنان الرسالة!
وهذه إشارة بالغة الدلالة والأبعاد؟ بدليل هواجس سفارات غربية عدة من بينها سفارات بريطانيا وفرنسا وسويسرا، التي تحذر من اندلاع فوضى أمنية من الشمال تكون رأس حربتها أعمال عسكرية مؤيدة للمنظمات التكفيرية تهدّد استقرار لبنان.
ومع انّ الأجهزة اللبنانية على اختلافها تؤكد عدم وجود مؤشرات واقعية او معطيات موثوقة تعزز هذه التحذيرات، إلا اننا لا نستخف ببارومتر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يستشعر مثل هذه التحذيرات والهواجس، ويخشى حصول فوضى متنقلة في لبنان وقوله للرئيس نبيه بري (حسب جريدة الأخبار) انه لا يريد الدخول في جهة تحرّض على سلاح المقاومة، وأنه يتعامل مع هذا الملف على أساس انه متعلق بأوضاع إقليمية ودولية، ويقول ايضاً إنه يعمل على تنفيس الاحتقان في المناطق التي يتمتع فيها بنفوذ، (وكأنه يشتمّ عدواناً على المقاومة بعد إقرار الترسيم البحري الذي خرجت منه المقاومة منتصرة…)
وهناك معطيات تؤكد انّ لبنان سيدخل مرحلة أكثر خطورة من المرحلة السابقة في ضوء تواجد شبكات التجسّس وعدد العملاء الذين يُقدّرون بالآلاف، ما يجعل البلد كله عرضة للفتن المتنقلة والمذهبية خاصة !
وفي معلوماتنا انّ الفتنة المذهبية لن تكون أبداً لأن الجهة القادرة والفاعلة ليست في وارد الانجرار اليها، بل ستتعاون مع القيادات الزمنية والروحية لخنقها ولتعارضها مع قاعدة “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٤) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾(١٠٥) ”
أما الفتنة السياسية التي تستهدف لبنان لخدمة “إسرائيل” وحماتها ولحسابات خاطئة ومتهوّرة، يقول المعنيون انّ التعامل مع الأدوات سيكون حازماً ولا تقبل القسمة على اثنين في وقت تفرض فيه المصلحة الوطنية تشكيل حكومة جديدة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي