التعليق السياسي
مسيرات أنصار الله التحذيرية وناقلات النفط
أمام المماطلة في تلبية شروط أنصار الله لتجديد الهدنة في اليمن، وما بدا أنه استخفاف بتهديداتها، أو اطمئنان إلى أنها لن تحول هذه التهديدات إلى أفعال على قاعدة منح التفاوض فرصاً إضافية، تحولت المفاوضات لتمديد الهدنة الى تمديد أمر واقع بالشروط ذاتها التي يشكل الحصار جزءاً منها.
العملية النوعية لأنصار الله عبر إطلاق مسيرات نحو مرفأ الضبة النفطي في حضرموت لحظة تعبئة النفط اليمني على متن إحدى الحاملات النفطية، واعتراف الجهات التي تدير المرفأ ببلوغ المسيرات أهدافها بدقة، رسالة على درجة عالية من الجدية، تقول إن الأنصار يملكون الإرادة والقدرة على تعطيل الممرات البحرية الدولية، خصوصاً تلك المعنية بنقل الطاقة بين الخليج وأوروبا، لكنها رسالة تتصل بموارد الدولة اليمنية التي يجري التصرّف بها من طرف واحد، بينما الرواتب مجمّدة، وقد وضعها الأنصار في رأس المطالب التي يتوقف على حلها تجديد الهدنة.
الذين يقولون إنهم يهتمون لتجديد الهدنة، مطالبون بأخذ الرسالة الجديدة على محمل الجد، ففي اليمن ملايين تحت خط الفقر، وبلد مدمر، وخدمات معطلة، ومدارس ومستشفيات قليل منها لم يخرج من العمل، وما بقي بلا كادر عامل بسبب عدم دفع الرواتب، والمطار مقفل والميناء محاصر، لأن الغذاء والدواء والمحروقات تدخل بالقطارة، وهذا الوضع لا يحتمل ترف الوقت.
الوقت داهم والمخاطر التي يواجهها اليمنيون لن تبقى تهددهم وحدهم، لأن لدى أنصار الله الإرادة والقدرة على جعل المخاطر أوسع مدى خصوصاً في ما يخصّ الملاحة ونقل موارد الطاقة في الممرات المائية الدولية الحساسة، فهل يتحمّل العالم ذلك؟