أخيرة

دبوس

 

الأعور الدجّال

الأوليغارشية الصهيونية الرأسمالية الفاشية ليس يهمّها ما حدث، لأنها تقوم في نهاية المطاف بتظهير ذلك الذي حدث بالسردية التي تشاء، ليقم علّان بقتل فلان، وليستولي علّان على كلّ ما يملكه فلان، هذا شيء، ولكن تظهير هذا الذي حدث في ما بعد هو شيء آخر…
وقف نيوت غينغريتش المرشح السابق للرئاسة الأميركية ذات مرة وخلال حملته الانتخابية وأطلق تصريحاً مشعوذاً يبدو معه أشدّ الكذابين كذباً، وأكثر الدجالين دجلاً! ملائكة ينضحون براءةً ويقطرون شفافية إذا ما قورنوا بكمية القتل للحقيقة، والمجافاه لأدنى درجات المصداقية. قال غينغريتش «انّ ما يُدعى بالشعب الفلسطيني ليس له وجود، بل هو نسج من خيال العرب، اخترعوهم من محض الخيال، للاستمرار في ابتزاز إسرائيل»!
لا يهمّ أبداً أن تمتلك ناصية الحقيقة، وليس يجدي ان تترسخ في جادة الصواب، المهمّ أن تمتلك المقدرة على الكذب، والأهمّ ان تحتكر أدوات الترويج لهذا الكذب، ونحن الآن في خضمّ موقعة يجري فيها استخدام كلّ أنواع أسلحة الدمار الشامل القصيرة والبعيدة المدى لقصف الوعي الإنساني، وتدمير حصون الحقيقة بشكل شامل، فالأوكراني العنصري الفاشي في الشارع الأميركي هو ضحية العدوانية البوتينية، والروسي هو الوحش الكاسر الدموي الذي يقتل من أجل القتل، تماماً كما كان «الإسرائيلي» في السابق هو الضحية البريئة والحامل لكلّ منارات الحضارة والديموقراطية والخير، بينما العربي والفلسطيني هو الإرهابي التخريبي الذي يريد قتل وإيذاء هذا «الإسرائيلي الحضاري»! الذي لا يكن سوى الخير والمحبة للإنسانية!
لذلك تجدني دائماً أتساءل، هل الأعور الدجال هو شخص له بناء فيزيائي عادي مثلنا؟ أم أنه شخصية اعتبارية ظاهرية، لأنه إنْ كان كذلك، فإننا نعايشه حالياً بالقدّ والقديد، والكلّ والكلكل على هيئة وحش الهيمنة الأوليغارشي المتمثّل في هذه الأميركا.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى