سحر حيدر وقعت كتابها «أكتُبني حين أحببتني» في بعلبك برعاية وزير الثقافة
أقام “مجلس بعلبك الثقافي” في مركزه، بالتعاون مع “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” حفل توقيع كتاب “أكتبني حين أحببتني” للدكتورة سحر نبيه حيدر، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى، ممثلا بنقيب “الفنانين التشكيليين” الدكتور نزار ضاهر، وحضور النائب السابق الدكتور كامل الرفاعي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلاً برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق شحادة، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق ممثلاً بالمهندس ناصر الطفيلي، الشاعر طلال حيدر ورؤساء وممثلي هيئات ومنتديات ومنابر ثقافية وإعلامية، وفاعليات بلدية واجتماعية ومهتمين.
استهلّ الأمسية الشاعر والأديب الياس الهاشم، فقال: “لبعلبك سحر لا يُضاهى، وللحبّ سحر فيها يتباهى، قرأت سحر حيدر في “غلالة الشمس”، فوجدت “عبق الرياحين” يكتبني بقصيدة يتراقص الحب بين أضلاع سطورها، على أنغام البوح الجريء والمهذب”.
ورأى أن “الكتاب في عنوانه يختصر عمق الوجود للعلاقة بين الرجل والمرأة، تتألق فيه سحر بالجرأة المؤدبة، حيث تتماهى مع الحب. الحب يكتبها، وهي تكتب ذاتها حين تحب، فيصير الحبيب ذاتها وهي ذاته، ويغدو جسد الأنثى قيثارة لا تدندن لحناً دون عازف يجيد تلمس النبضات من بين حنايا الأوتار المشدودة على صدر الحياة”.
وختم الهاشم معتبراً أن «لغة الجسد عند سحر لغة الجمال، والخصب، والتألّق في الحب، حيث التماهي مع الحب، فتغدو القصيدة عندها جسداً ممجداً للحب الأسمى بحرية متفلّتة من قيود الطقوس والأعراف وحراس سجون الأرواح. سحر حيدر قلم جريء متمرّد تسكنه نورانية الحب فيغدو شعلة لا تنطفئ».
واختار رئيس مجلس بعلبك الثقافي حاتم شريف من روائع الشاعر نزار فرنسيس قصيدته الشهيرة «هون الزمن بيبلش المشوار»، ومطلعها: «بهالأرض كنا هون ومنبقى، قصة كرامة وعز دار ودار، عمر الزمن بحسابنا مرقة، هون الزمن بيبلش المشوار، هون السهل هون السما الزرقا، هون الجرد للغيم اقرب جار، راس الدني غرب الدني وشرقا، الله خلقنا من زغرنا كبار».
وزفّ شريف للمهتمين بالموسيقى بشرى «تأمين تمويل لأكاديمية موسيقية في المجلس، سوف تستكمل تدابيرها وإجراءاتها اللوجستية خلال الشهر المقبل، ويبدأ التسجيل للطلاب الراغبين بتعلم فنون الموسيقى في كانون الأول المقبل. كما تمّ افتتاح قسم للشطرنج في المجلس، بالتعاون مع نادي القلعة، لتنمية الرياضات الذهنية».
ونقل ضاهر اعتذار الوزير المرتضى لاضطراره إلى عدم المشاركة شخصياً، وقال: «عشت طفولتي في هذه المدينة وغادرتها طفلاً عندما كان عمري 14 سنة. وبين أعمدة وحجارة قلعة بعلبك كان لديّ الملاذ الجميل عند هروبي من المدرسة، ولكن هذا الهروب علمني في الحياة أموراً كثيرة. وفي مكتبة الأحمر كنا نقرأ الصحف والمجلات، ونتصفح المصوّر والأهرام وروز اليوسف لنتعلم منها ومن رسوماتها، وما زلنا نتعلم».
وأكد أن «أمرين شديدي الأهمية في بال الوزير القاضي محمد وسام المرتضى سيفصح عنهما قريباً، لأن مدينة بعلبك وسكانها وأهلها في باله. وهنا يحضرني الحبيب والصديق والفنان الكبير الراحل رفيق شرف، فهناك محطة في بعلبك بخصوص هذا الفنان الراسخ في تاريخ ووجدان وزارة الثقافة، وهذه المحطة تتطلب تعاون أهل بعلبك جميعاً في هذا المشروع الكبير».
وختم ضاهر: «أحد القادة العسكريين الإنكليز كان يقول للكشافة «حاول أن تغادر هذا العالم وقد تركته أفضل مما كان عليه»، وعلينا نحن بدورنا أن نسعى لنغادر هذا العالم ونتركه أفضل مما كان عليه، فوطننا لبنان يستحقّ أن نحافظ عليه وان نحيا ونعمل لأجله».
بدورها اعتبرت رئيسة “منتدى شاعر الكورة الخضراء” ميراي شحاده أن “نصوص حيدر ساحرة، كسجادة عجمية أتقنت حياكتها بخيوط الألم والأمل، وحملتها في عربات صدى امرأة لم يصدئها الزمن، عربات تعدو في ثلاثية الأبعاد إلى الأعماق وإلى الآفاق وإلى العلياء من دون فرامل أو كلل. وجميل جداً أن تحول شاعرة أديبة مثلك شحوب الزمن وأدغال الغربة إلى حكايا خالدة أسرجت فيها وبها فرح الكتابة، وأتقنت معها الإصغاء لموسيقاك، لتردد معك نساء الدنيا لرجال يعشقونهن: أَكتبني حين أحببتني”.
وتحدثت الشاعرة حيدر، فقالت: “من بعلبك، مدينة الشمس والسلام والحضارات، من مسيرة الستة الباقيات على الزمن من تاريخ مسكون بالأمل، حيث تلامس رائحة التراب الأرواح فتحيينا، وحيث يتمازج شميم وجودكم مع بخور الوفاء والرقي الإنساني، حملتنا ريح الهوى، تراقصت الأفكار، زغردت النفوس، وقدّست الكلمات في محراب المحبة الصادقة، أضع بين أيديكم اليوم بعضاً مني، أعترف أنا لست شاعرة ولا أتقن الشعر، أنا بعلبكية ارتوت من أرض مشبعة بالرضا، وافرة العطاء، فكانت العصارة رشات عطر تسكبها ذاتي فوق الورق، فتنبت الأحرف صدقاً يردّده الصدى وتهواه القلوب».
وألقت باقة من قصائدها، فكان الإهداء الأول إلى بعلبك، واختارت باقة من معين كتابها ونتاجها الشعري والأدبي، ترافقها دندنات عود الملحن عادل حسن، وشاركها الشاعر هاشم في إلقاء إحدى قصائدها الغزلية. وختاماً وقّعت حيدر كتابها للحضور.