فتحي الشقاقي والأسود الفلسطينية الشابة
} حمزة البشتاوي*
جسد الشهيد فتحي الشقاقي القائد والشاعر والأديب والقارئ للأدب والفلسفة، نموذجاً لشخصية المفكر مناضلاً والمناضل مفكراً، وهو الذي قال: المثقف أول من يقاوم وآخر من ينكسر.
تميّز بتواضعه الإنساني والثوري ومقولاته المرتبطة بصوابية الفكرة والهدف حين قال: لقد نهضنا لقتال الاحتلال وما دون ذلك هوامش.
وله أيضاً الكثير من المقولات التي تحاكي الأفكار والوسائل الإبداعية التي بتكرها الشباب الفلسطيني اليوم في ميدان المواجهة مع الإاحتلال، وهو الذي قال: إنّ الشباب الفلسطيني قادر على تغيير الواقع وخلق المستقبل الذي يليق بالشرفاء والقدس وفلسطين.
وهذا ما نراه اليوم من خلال بطولات الأسود الفلسطينية الشابة التي تسمو على جميع المسمّيات الفصائلية وتحضر كحالة نضالية جديدة ونمط عمل مقاوم جديد يحظى بحاضنة مجتمعية من قبل كافة أطياف المجتمع الفلسطيني وخاصة من جيل الشباب الذي ولد بعد العام 2000.
وبعيداً عن الفواعل غير الفاعلة فقد تشكلت في ميادين المواجهة وخاصة في الضفة الغربية مجموعات شبابية فدائية مرتبطة بالفكرة أكثر من ارتباطها بالمؤسسة أو الإطار التنظيمي، وينضوي في صفوفها الشباب الفلسطيني ممتلئاً بالعنفوان الثوري والأمل بالقدرة على تحقيق النصر.
وفي هذا الطريق هناك نماذج كثيرة ومن بينها القائد القدوة والنمذوج الشهيد فتحي الشقاقي الذي تميّز بالوضوح والشجاعة والصدق، وهكذا هم أيضاً الأسود الفلسطينية الشابة الذين يسطرون أروع ملاحم البطولة ويشكلون تحدياً وتهديداً خطيراً للاحتلال ومنظومته الأمنية والعسكرية، ويحضرون في ساحة الصراع كأبطال حقيقيين وشهداء برائحة الورود والخبز والكعك في شوارع القدس، ويحضرون كما كان الشقاقي حاضراً كجرح عميق وصلب كجذع زيتونة وممتلئاً كنبع أنقى من البياض. هكذا كان وهكذا هم الآن وهكذا هي سيرة وحكاية المقاومة والبطولة المستمرة على أرض فلسطين.
وبعيداً عن الخطابات والبيانات والشعارات والأفكار الرومانسية الجامدة تعمل الأسود الفلسطينية على ما يلي:
1 – الاشتباك المباشر مع الاحتلال.
2 – رفض الواقع القائم والتأكيد بأن جبل النار الفلسطيني لن يبقى ساكناً.
3- التأكيد الحاسم بأنّ الهدف هو التخلص من الاحتلال مهما كلف الأمر من تضحيات.
وهذه النقاط الثلاث تتحوّل في الميدان إلى فعل فدائي شجاع يكشف هشاشة الاحتلال وعجزه عن كسر إرادة وعزيمة الشباب الفلسطيني باعتبارها وبكلّ تأكيد هي من ستحدّد طبيعة المرحلة المقبلة في الضفة الغربية وعموم أراضي فلسطين.
*كاتب وإعلامي