معرض تشكيلي للفنان السوري أحمد روماني يجسّد معاناة الإنسان
إختار الفنان التشكيلي السوري أحمد روماني «الناجي» عنواناً لمعرضه الذي شارك من خلاله باحتفالية أيام الفن التشكيلي السوري، في صالة جوليا آرت في دمشق.
وتناولت الأعمال المعروضة، وعددها ستة وعشرون عملاً برونزياً، موضوعاً موحّداً لا تتوقف تداعياته عند تطويع الخامة الصلبة بطرائق تعبيرية وغير نمطية ولا تأسرها القوانين، لكن أثرها يمتد إلى قراءة ما يختلج عوالم النفس البشرية وتفاعل الإنسان مع محيطه، وتصوير الحالات النفسية من خلال الأعمال النحتية ذاتها، وما تحمله من تجليات تكسر المألوف في هذا المجال.
يبتكر روماني منحوتات فنية معتمداً بتمكن ومهارة على دمج الفراغ في تكوين الحركة الصامتة لتحقيق توازن مثالي يثير الدهشة والتساؤلات والتحليلات المتباينة للعمل النحتي الواحد، واختلاف وجوه البورتريه في مخيلة كل متلق، فتبدو بسيطة في وضوح، وكأنها تنتمي لمبدأ السهل الممتنع، الذي استطاع من خلاله التفوّق على طبيعة البرونز الصماء.
ورمز الفنان الشاب المضمون والقضية التي عالجها في معرضه الفردي الأول، فجسّد حالة شخص كان في مرحلة الرخاء وفجأة وصل إلى مرحلة الفقر بجسد ثخين عكس ما هو سائد وانتقال تأثيرات الفترات الزمنية الماضية في رصد المعاناة الراهنة في حياة الإنسان، أما الملعقة فحملها في كل عمل حالة اقتصادية مختلفة، وربط هذه التناقضات بالكوميديا السوداء، فتمكن من التعبير عن فلسفته الخاصة بأسلوب عصري مبتكر ومتفرد.
تتجلى فكرة المعرض بعنوانه “الناجي” الذي يجسّد صورة غير نمطيّة حول نجاة الإنسان من الأزمات النفسية والحياتية التي يعيشها، ويقول روماني: “نمرّ بفترة ما بعد الحرب التي خلفت آثاراً سلبية على الإنسان”، لافتاً إلى أن الحالة الاقتصادية الصعبة ولدت الاضطرابات النفسية كالغربة عن الواقع.
وعبرت حنان إبراهيم مديرة الصالة عن سعادتها باستضافة معرض فريد من نوعه، للمشاركة ضمن فعاليات أيام الفن التشكيلي السوري التي شهدت تنوعاً واسع الطيف، إلا أن معرض الفنان أحمد روماني تميّز من حيث الخامة والنوع النحتي.
يذكر أن الفنان أحمد روماني من مواليد دمشق 1983، حاصل على إجازة في الفنون المسرحية قسم التصميم المسرحي، وماجستير من أكاديمية الفنون المركزية في بكين، وعمل كأستاذ محاضر في المعهد العالي للفنون المسرحية، وله العديد من المشاركات أبرزها مهرجان الطفل العالمي للفنون في بكين، وتصميم ونحت الأقنعة لعرض الشوارع الخلفية في القاهرة مع فرقة فليب جانتي، وتصميم أقنعة وسينوغرافيا لعرض عواء الكلاب، ومسألة واجب للمخرج الألماني رايموند روزايروس، وتصميم ونحت اكسسوار أوبرا تانهوز للمؤلف الموسيقي فاغنر في المركز الوطني للفنون المسرحية في بكين.