وفد قبرصي في بيروت لترسيم الحدود البحريّة رئيس الجمهوريّة: المهمّة سهلة بوصعب: لا إشكاليّة مع سورية
أطلق رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، مسار التفاوض مع قبرص لمعالجة وضع الحدود البحريّة بين البلدين بعد ترسيم الحدود البحريّة الجنوبيّة.
واعتبر عون خلال استقباله وفداً قبرصيّاً، أمس في قصر بعبدا، أن «بين لبنان وقبرص، لا حاجة لوجود وسيط لأننا بلدان مجاوران وصديقان، وهذا ما يجعل مهمّتنا سهلة في إزالة الالتباسات الناشئة».
وحضر اللقاء من الجانب القبرصي، الموفد الرئاسي الخاص تاسوس تزيونيس، سفير قبرص في لبنان بانايوتيس كيرياكو، ماريا بيليكو من مكتب محاماة الدولة القبرصيّة، وأنجليكي ماتيو ويورغوس كوكوسيس من وزارة الخارجيّة.
وحضر عن الجانب اللبناني: نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، وزيرا الأشغال العامّة والنقل والطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة ووليد فياض، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهوريّة الدكتور أنطوان شقير، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، مدير الشؤون السياسيّة والقنصليّة في وزارة الخارجيّة السفير غدي الخوري، أعضاء مجلس إدارة هيئة قطاع النفط وسام الذهبي، غابي دعبول، وسام شباط، والملازمان الأوّلان محمد عويدات وجيلبير داغر من مكتب الهيدروغرافيا في الجيش اللبناني.
وجرى خلال الاجتماع، عرضٌ للواقع القائم حاليّاً على الحدود البحريّة مع قبرص والأُسس التي سيتم التفاوض بشأنها بين الجانبين اللبناني والقبرصي.
وعقب اللقاء، قال بو صعب «كما سبق وأعلنّا، استقبلنا اليوم وفداً من قبرص وتمّت مناقشة النقاط التي كانت عالقة بين البلدين. وهذه النقاط شهدت اختلافاً في وجهات النظر في السابق، وتمّ توقيع اتفاقيّة لم تُبرم بسبب وجود خلاف بين الجانبين على اعتماد النقطة 1 أو 23، ولأنّه لم يكن قد اُخذ في الاعتبار المرسوم الذي أودعناه لدى الأمم المتّحدة. اليوم، وبعد التفاهم على النقطة 23 جنوباً، تم تحديد الموعد في نهاية الأسبوع لوجود رغبة من الطرفين في إنهاء الملف وتثبيت النقطة 23، وهناك وزارات معنيّة في الملف».
ولفت إلى أنّه «يُمكن التعاون مع قبرص والاستفادة من خبرات القبارصة، لذلك وبتوجيهات من فخامة الرئيس، كان العمل بسرعة لوضع هذا الملفّ على السكّة السليمة والعمل اليوم يؤكد أننا على الطريق الصحيح».
وأضاف «هناك نقاط أخرى ستبقى عالقة، وتتعلّق بالحدود التي تفصل بين لبنان وسورية شمالاً. توافقنا مع الجهة القبرصيّة على عدم تحديد الحدود من جهة واحدة، وطلبنا التواصل مع الأصدقاء في سورية ولن نُرسّم النقطة وتحديدها مع قبرص قبل التواصل والتفاهم مع سورية».
وردّاً على سؤال عن حصول سوء تواصل مع سورية، تمنّى بو صعب «ألاّ يتم استعمال تعبير سوء تواصل في هذا المجال، لأنّه لم يحصل ذلك»، لافتاً إلى أنه «للمرّة الأولى كان التواصل صحيحاً ومن منطلق وزارة الخارجيّة عبر السفارة السوريّة، وبالتالي حصل سوء تفاهم وليس سوء تواصل وهو أمر ممكن حدوثه بين الأشقاء، وحصل نوع من العتاب».
وأضاف «كان هناك تواصل بيني وبين صديقي السفير السوري، واتفقنا شفهيّاً قبل إرسال الكتاب الخطّي الذي طرأ عليه تعديل في الوقت بسبب زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكستين، فعدت وأبلغته شفهيّاً على أن يتم إرسال كتاب بذلك. وبعد إرسال الكتاب، كنّا قد دخلنا فترة نهاية الأسبوع، وتأخّر الوقت، فاتصل بي صباح الإثنين لابلاغي بأن الوقت غير مناسب، فأجبته أن الاتفاق كان ليوم الخميس ولكن بعد التأجيل، نحن في لبنان منفتحون على أيّ يوم آخر، ولكن حتى اليوم لم يتم تحديد موعد. وأنا أتفهّم ذلك، واعتبر أنّ الموضوع مع سورية قابل للحلّ ولا إشكاليّة، فهي دولة صديقة يُمكن التواصل معها، ولو أنّ الخطأ وقع في الشكل ولكنّه لم يحصل من لبنان».
ثم تحدث تزيونيس فقال «بالنسبة لنا فإنّ لبنان هو بلد صديق ونعتبر أنفسنا في منزلنا خلال تواجدنا في ربوع هذا الوطن، وكان لنا نقاش ودّي وبنّاء جداً حول الحدود والترسيم البحري. ستتواصل النقاشات، ونحن متفائلون جداً أنه بعد انتهاء العمل التقني الذي سنواصله اليوم، سنُسوّي كل مسائل الترسيم البحري، وهو أمر ليس صعباً والتوقيت مناسب جداً وهذا ما يحتاجه البلدان اللذان أطلقا العمل للتنقيب في البحر ويحتاجان إلى المزيد من الاستثمارات».
ثم التقى الوفد القبرصي الوزير حميّة في مكتبه بالوزارة وبعد اللقاء، أشار حميّة إلى أن اجتماعه مع الوفد جاء «استكمالاً للقاء الذي حصل في القصر الجمهوري»، موضحاً أن «النقاش كان بنّاءً وإيجابيّاً جداً حول اعتماد النقاط 1 و24 و25 و23 وكذلك تطرّق النقاش إلى النقطة رقم 7».
وأشار إلى أن «الاجتماع توصّل إلى قواسم مشتركة مع قبرص»، لافتاً إلى أنه سيُطلع «الرئاسات الثلاث على النتائج التي توَصّلنا إليها ليُصار بعدها إلى الاتصال مجدّداً بالوفد القبرصي وذلك بحلول منتصف الأسبوع المُقبل للانتهاء من هذا الملفّ وعلى كامل النقاط بين البلدين».
ورداً على سؤال، ذكر حميّة أنه «تم الاتفاق على إعادة الحدود من النقطة 1 إلى النقطة 23 وتبقى تفاصيل معيّنة سيجري النقاش حولها لاحقاً وفقاً للأصول القانونيّة المتّبعة بين البلدين».
من جهته، شكر تزيونيس وزير الأشغال على «المحادثات التي كانت مُثمرة ومهمّة جداً، والتي جاءت استكمالاً لمحادثات قصر بعبدا»، وقال «كان لنا نقاش ودّي وبنّاء جدّاً حول الحدود والتّرسيم البحري».
أضاف «النّقاشات ستتواصل، ونحن متفائلون، على أمل أن نتوصّل قريباً إلى اتّفاق حول ترسيم الحدود البحريّة بين بلدينا».
ومساءً، تلقى الرئيس عون اتصالاً هاتفيّاً من بو صعب أبلغه فيه أنه استكمالاً للاجتماع الذي عُقد في قصر بعبدا، زار الوفد القبرصي الوزير حميّة حيث عقد اجتماع بحضور أعضاء هيئة قطاع النفط وضباط من مصلحة الهيدروغرافيا في الجيش، نوقشت فيه المسائل التي أُثيرت في اجتماع بعبدا وتم التوصل إلى صيغة اتفقوا عليها لتنفيذها وفق الإجراءات القانونيّة المُتّبعة والمتعلّقة بتعديل الحدود البحريّة وفق المرسوم 6433 واعتماد النقطة 23 جنوباً.
وأوضح بو صعب أن «الصيغة تعتمد شمالاً خطّ الوسط بين لبنان وقبرص، على أن تُحدّد نقطة الالتقاء بعد أن يتفق عليها لبنان وسورية».